وفى الحديث «المسلمون شركاء فى ثلاثة: النار والكلإ والماء».
وقد يكون المعنى: وجعلناها تذكرة وأنموذجا من نار جهنم لما
فى الصحيحين وغيرهما عن أبى هريرة أنه صلّى الله عليه وسلّم قال: «ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم».
(فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) الذي خلق هذه الأشياء بقدرته، فخلق الماء العذب البارد، ولو شاء لجعله ملحا كالبحار والمحيطات، وخلق النار وجعل فيها منافع للناس فى معايشهم، وجعلها تبصرة لهم فى معادهم.
[سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ٧٥ الى ٨٢]
فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (٧٩)
تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٨٠) أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢)
تفسير المفردات
لا أقسم: هذا قسم تستعمله العرب فى كلامها، ولا مزيدة للتأكيد مثلها فى قوله:
«لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ»، ومواقع النجوم: مساقط كواكب السماء ومغاربها، مكنون: أي مصون عن التغيير والتبديل، المطهرون: أي المنزهون عن دنس الحظوظ النفسية، مدهنون: أي متهاونون كمن يدهن فى الأمر: أي يلين جانبه ولا يتصلب فيه.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر الأدلة على الألوهية والبعث والجزاء- أعقب هذا بذكر الأدلة على النبوة وصدق القرآن الكريم، وأقسم على هذا بما يرونه فى مشاهداتهم من


الصفحة التالية
Icon