ثم أمر رسوله أن يتأنى عليهم، ليرى أخذه تعالى لهم فقال:
(فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ) أي سر فى دعوتك ولا تستعجل عذابهم، فإنا سنمهلهم ليزدادوا إثما، حتى إذا أخذناهم لم يبق لهم من راحم.
ثم أكد طلب الإمهال وأقته بوقت قريب فقال:
(أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) أي إنا سنمهلهم قليلا، وسترى ما يحل بهم من العذاب والنكال.
وفى هذا بعث للطمأنينة إلى قلوب المؤمنين الذين كانوا يخشون صولة الكفار ويحذرون اعتداءاتهم التي لا حد لها، وتخويف لهم من عاقبة إصرارهم على ما هم فيه من الكفر والمشاقّة لله ورسوله وللمؤمنين.
ونحو الآية قوله: «نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ».
وصلّ ربنا على محمد وآله، وقنا عذاب الجحيم.
مقاصد السورة
(١) إن كل نفس عليها حافظ.
(٢) إقامة الأدلة على أن الله قادر على بعث الخلق كرة أخرى.
(٣) إن القرآن منزل من عند الله وأن محمدا رسول الله.
(٤) أمر الرسول ﷺ بالانتظار حتى يحل العقاب بالكافرين.