فلما كان ذلك العام فعلت صوفة كما كانت تفعل، فأتاهم قصى بن كلاب بمن معه من قومه من قريش، وكنانة وقضاعة عند العقبة، فقال: لنحن أولى بهذا منكم، فقاتلوه فاقتتل الناس قتالا شديدا، ثم انهزمت صوفة، وغلبهم قصى على ما كان بأيديهم من ذلك، وانصرف أخوه رزاح بن ربيعة إلى بلاده بمن معه من قومه.
٥- ولاية قصى البيت
فولّى قصى البيت وأمر مكة، وجمع قومه من منازلهم إلى مكة، وتملك على قومه وأهل مكه فملكوه، إلا أنه قد أقر للعرب ما كانوا عليه، حتى جاء الإسلام، فهدم الله به ذلك كله.
وكان قصى أول بنى كعب بن لؤى أصاب ملكا، فكانت إليه الحجابة، والسقاية، والرفادة «١»، والندوة «٢»، واللواء «٣».
فحاز قصى شرف مكة كلها، وسمته قريش مجمعا، لما جمع من أمرها، وتيمنت بأمره، فما تنكح امرأة، ولا يتزوج رجل من قريش، وما يتشاورون فى أمر نزل بهم، ولا يعقدون لواء لحرب قوم من غيرهم، إلا فى داره.
فكان أمره فى قومه من قريش فى حياته، ومن بعد موته، كالدين

(١) الرفادة: طعام كانت قريش تجمعه كل عام لأهل الموسم.
(٢) الندوة: الاجتماع للمشورة.
(٣) اللواء، يعنى: الحرب


الصفحة التالية
Icon