والرفادة من بعده المطلب بن عبد مناف، وكان أصغر من عبد شمس وهاشم، وكان ذا شرف فى قومه وفضل، وكانت قريش إنما تسميه الفضل لسماحته وفضله.
٧- ولاية المطلب ثم عبد المطلب ما كان يليه هاشم
وكان هاشم بن عبد مناف قدم المدينة، فتزوج سلمى بنت عمرو، فولدت لهاشم: عبد المطلب، فسمته شيبة. فتركه هاشم عندها حتى كان غلاما دون المراهقة أو فوق ذلك.
ثم خرج إليه عمه المطلب ليقبضه فيلحقه ببلده وقومه، فقالت له سلمى:
لست بمرسلته معك، فقال لها المطلب: إنى غير منصرف حتى أخرج به معى.
أن ابن أخى قد بلغ، وهو غريب فى غير قومه، ونحن أهل بيت شرف فى قومنا، نلى كثيرا من أمورهم، وقومه وبلده وعشيرته خير له من الإقامة فى غيرهم. وقال شيبة: لست بمفارقها إلا أن تأذن لى، فأذنت له، ودفعته إليه.
فاحتمله المطلب ودخل به مكة مردفه معه على بعيره، فقالت قريش:
عبد المطلب ابتاعه، فبها سمى شيبة: «عبد المطلب». فقال المطلب: ويحكم، إنما هو ابن أخى هاشم، قدمت به من المدينة.
ثم هلك المطلب بأرض اليمن، فولى عبد المطلب بن هاشم السقاية والرفادة، بعد عمه المطلب، فأقامها للناس، وأقام لقومه ما كان آباؤه يقيمون قبله