وأخذ الناس هذه الطريقة عن أبى الأسود، وكانوا يسمون النقط شكلا.
وجاء من بعد «أبى الأسود» نصر بن عاصم، ثم أتباعه من بعده، فحوروا فى شكل النقط، فمنهم من جعلها مربعة، ومنهم من جعلها مدورة مطموسة، ومنهم من جعلها مدورة غير مطموسة.
وزاد أهل المدينة فجعلوا للحرف المشدد علامة على شكل قوس طرفاه إلى أعلى (؟؟؟)، يكون فوق الحرف المفتوح، ويكون تحت المكسور، وعلى شمال المضموم، وكانوا يضعون نقطة الفتحة داخل القوس، ونقطة الكسرة تحته، ونقطة الضمة إلى شماله، ثم استغنو عن النقط وقلبوا القوس مع الكسرة والضمة، فأصبح الحرف المشدد على هذا النحو:
١- المفتوح؟؟؟
٢- المكسور؟؟؟
٣- المضموم؟؟؟
ثم زيدت علامات أخرى فى الشكل، فوضعت للسكون جرة أفقية فوق الحرف منفصلة عنه، سواء أكان همزة أم غير همزة، والألف الوصل جرة فى أعلاها متصلة بها إن كانت قبلها فتحة، وفى أسفلها إن كانت قبلها كسرة، وفى أوسطها إن كانت قبلها ضمة، وذلك كله بالمداد الأحمر.
وابتدع أهل الأندلس ألوانا أربعة فى المصاحف، فجعلوا السواد للحروف، والحمرة للنقط «الشكل»، والصفرة للهمزات، والخضرة لألفات الوصل، وكانت طريقة «أبى الأسود» أكثر شيوعا فى المصاحف، وهاك صورا ثلاثا تمثلان الشكل قديما (ش: ٤ و ٥ و ٦).
ولقد عاش الناس زمن بنى أمية على النهج الذى رسمه «أبو الأسود» ثم «نصر بن عاصم»، حتى إذا كانت أيام الدولة العباسية أخذ الناس يجعلون الشكل من مداد الكتابة، للتيسير على الكاتب، غير أن ذلك جر إلى صعوبة، وهى اختلاط الشكل بالإعجام، لأن كلا منهما أصبح بمداد واحد، فكان لا بد من تغيير ثالث، وهذا ما انتهى إليه «الخليل بن أحمد»، فوضع تلك الطريقة التى عليها الناس الآن، وأصبح للشكل ثمانى علامات: الفتحة، والضمة، والكسرة، والسكون، والشدة، والمدة، والصلة، والهمزة.
وأخذ المشارقة بهذه الطريقة، وأباها الأندلسيون أولا، ثم مالوا إليها ثانيا.
ومن الخط الكوفى انبثق الخط المغربى، وهو من أقدم الخطوط العربية، وهو يسود شمالى إفريقية


الصفحة التالية
Icon