بنى هاشم. فقال له أبو البخترى: طعام كان لعمته عنده بعثت إليه فيه، أفتمنعه أن يأتيها بطعامها؟ خلّ سبيل الرجل.
فأبى أبو جهل حتى نال أحدهما من صاحبه. فأخذ له أبو البخترى عظم بعير فضربه فشجه، ووطعه وطعا شديدا.
وحمزة بن عبد المطلب قريب يرى ذلك، وهم يكرهون أن يبلغ ذلك رسول الله ﷺ وأصحابه فيشمتوا بهم.
ورسول الله ﷺ على ذلك يدعو قومه ليلا ونهارا، سرّا وجهرا، مناديا بأمر الله لا يتقى فيه أحدا من الناس.
٣٩- ما لقى الرسول من اذى قومه
فجعلت قريش حين منعه الله منها، وقام عمه وقومه من بنى هاشم وبنى المطلب دونه وحالوا بينهم وبين ما أرادوا من البطش به، يهمزونه ويستهزئون به ويخاصمونه، وجعل القرآن ينزل فى قريش بأحداثهم وفيمن نصب لعداوته منهم، فمنهم من سمى لنا، ومنهم من نزل فيه القرآن فى عامة من ذكر الله من الكفار، فكان ممن سمى لنا من قريش ممن نزل فيه القرآن:
أبو لهب بن عبد المطلب، وامرأته أم جميل بنت حرب بن أمية حمالة الحطب، وإنما سماها الله تعالى حمالة الحطب لأنها كانت تحمل الشوك فتطرحه على طريق رسول الله ﷺ حيث يمر، فأنزل الله تعالى فيها: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ. ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ. سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ، وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ. فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ.
ثم إن أم جميل حمالة الحطب حين سمعت ما نزل فيها وفى زوجها من القرآن أتت رسول الله ﷺ وهو جالس فى المسجد عند الكعبة ومعه


الصفحة التالية
Icon