راحلته وهو يقرأ واستعينوا بالصبر والصلاة وَإِنَّها اى الاستعانة بهما لَكَبِيرَةٌ لثقيلة ساقه كقوله تعالى كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ اى المخبتين الخائفين والخشوع بالجوارح والخضوع بالقلب او الخشوع بالبصر والخضوع بسائر الأعضاء وانما لم يثقل عليهم لانهم يستغرقون في مناجاة ربهم فلا يدركون ما يجرى عليهم من المشاق والمتاعب لذلك قال ﷺ (وقرة عينى في الصلاة) لان اشتغاله عليه السلام بالصلاة كان راحة له وكان يعد غيرها من الأعمال الدنيوية تعبا الَّذِينَ يَظُنُّونَ اى يوقنون لان الظن يكون يقينا ويكون شكا فهو من الاضداد كالرجاء يكون أمنا وخوفا كما في تفسير الكواشي أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ معاينوه وهو كناية عن شهود مشهد العرض والسؤال يوم القيامة وهو الوجه فيما يروى في الاخبار لقى الله وهو عليه غضبان وما يجرى مجراه وقيل اى يعلمون انهم يموتون قال النبي عليه الصلاة والسلام (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه) وأراد به الموت وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ اى ويعلمون انهم راجعون يوم القيامة الى الله تعالى اى الى جزائه إياهم على أعمالهم واما الذين لا يوقنون بالجزاء ولا يرجون الثواب ولا يخافون العقاب كانت عليهم مشقة خالصة فتثقل عليهم كالمنافقين والمرائين فالصبر على الأذى والطاعات من باب جهاد النفس وقمعها عن شهواتها ومنعها من تطاولها وهو من اخلاق الأنبياء والصالحين قال يحيى بن اليمان الصبر ان لا تتمنى حالة سوى ما رزقك الله والرضى بما قضى الله من امر دنياك وآخرتك وهو بمنزلة الرأس من الجسد: قال الحافظ
كويند سنك لعل شود در مقام صبر | آرى شود وليك بخون جكر شود |