انما المراد بها ارشاد الغير الى الصراط المستقيم وقد
يكون عريا مما يرشد اليه مثال اجتماعها رجل تفقه فى امر صلاته وحققها ثم علمها غيره فهذا مستقيم في قوله ثم حضر وقتها فاداها على ما علمها محافظا على أركانها الظاهرة فهذا مستقيم في فعله ثم علم ان مراد الله منه من تلك الصلاة حضور قلبه معه فاحضره فهذا مستقيم بقلبه وقس على ذلك بقية الاقسام وفي التأويلات النجمية ان اقسام الهداية ثلاثة الاولى هداية العامة اى عامة الحيوانات الى جلب منافعها وسلب مضارها واليه أشار بقوله تعالى أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى وقوله وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ والثانية هداية الخاصة اى للمؤمنين الى الجنة واليه الاشارة بقوله تعالى يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ الآية والثالثة هداية الأخص وهي هداية الحقيقة الى الله بالله واليه الاشارة بقوله تعالى قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وقوله إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ وقوله اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ وقوله وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى اى كنت ضالا فى تيه وجودك فطلبتك بجودي ووجدتك بفضلي ولطفى وهديتك بجذبات عنايتى ونور هدايتى الى وجعلتك نورا فاهدى بك الى من أشاء من عبادى فمن اتبعك وطلب رضاك فنخرجهم من ظلمات الوجود البشرى الى نور الوجود الروحاني ونهديهم الى صراط مستقيم كما قال تعالى قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ والصراط المستقيم هو الدين القويم وهو ما يدل عليه القرآن العظيم وهو خلق سيد المرسلين ﷺ فيما قال تعالى وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ثم هو اما الى الجنة وذلك لاصحاب اليمين كما قال تعالى وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ الآية واما الى الله تعالى وهذا للسابقين المتقربين كما قال تعالى إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللَّهِ وكل ما يكون لاصحاب اليمين يحصل للسابقين وهم سابقون على اصحاب اليمين بما لهم من شهود الجمال وكشف الجلال وهذا خاصة لسيد المرسلين ومتابعيه كما قال تعالى قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي: قال الشيخ سعدى قدس سره
اگر جز بحق مى رود جاده ات | در آتش فشانند سجاده ات |