ويبتليك) وايضا من تلك الملائكة الطاعنين بسفك الدماء الملائكة التي أرسلها الله تعالى نصرة للمجاهدين وسفك الدماء غيرة على دين الله وشرعه كذا في حل الرموز وكشف الكنوز وَنَحْنُ اى والحال انا نُسَبِّحُ اى ننزهك عن كل ما لا يليق بشأنك ملتبسين بِحَمْدِكَ على ما أنعمت علينا من فنون النعم التي من جملتها توفيقنا لهذه العبادة فالتسبيح لاظهار صفات الجلال والحمد لتذكير صفات الانعام وَنُقَدِّسُ تقديسا لَكَ اى نصفك بما يليق بك من العلو والعزة وننزهك عما لا يليق بك فاللام للبيان كما في سقيا لك متعلقة بمصدر محذوف ويجوز ان تكون مزيدة اى نقدسك قال في التيسير التسبيح نفى ما لا يليق به والتقديس اثبات ما يليق به وقال الشيخ داود القيصري قدس سره التسبيح أعم من التقديس لانه تنزيه الحق عن نقائص الإمكان والحدوث والتقديس تنزيهه عنها وعن الكمالات اللازمة للاكوان لانها من حيث اضافتها الى الأكوان تخرج عن إطلاقها وتقع في نقائص التقييد انتهى وكانه قيل أتستخلف من شأن ذريته الفساد مع وجود من ليس من شانه ذلك أصلا والمقصود عرض احقيتهم منهم بالخلافة والاستفسار عمار جح بنى آدم عليهم مع ما هو متوقع منهم من الفساد وكأنه قيل فماذا قال الله تعالى حينئذ فقيل قالَ الله إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ من الحكمة والمصلحة باستخلاف آدم عليه السلام وان من ذريته الطائع والعاصي فيظهر الفضل والعدل فلا تعترضوا على حكمى وتقديرى ولا تستكشفوا عن غيبة تدبيرى فليس كل مخلوق يطلع على غيب الخالق ولا كل أحد من الرعية يقف على سر الملك وفي الآية تنبيه للسالك بان يتأدب بين يدى الحق تعالى وخلفائه والمشايخ والعلماء لئلا يظهر بالانانية واظهار العلم عندهم لانه سالك لطريق الفناء والفاني لا يكون كطاووس تعشق بنفسه واعجب بذاته بل لا يرى وجوده أصلا فقد وعظنا الله تعالى بزجره للملائكة بقوله إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ: قال السعدي
نرود مرغ سوى دانه فراز | چون دگر مرغ بيند اندر بند |
پند كير از مصائب ديكران | تا نكيرند ديكران ز تو پند |