ابلغ رسالاته التي أرسلني بها من غير زيادة ولا نقصان وقال سعدى المفتى لعل المراد من بلاغا من الله ما هو ما يأخذه منه تعالى بلا واسطة ومن رسالاته ما هو بها انتهى والمراد بالرسالة هو ما أرسل الرسول به من الأمور والاحكام والأحوال لا معنى المصدر والظاهر أن المراد الا التبليغ والرسالة من الله تعالى وجمع الرسالة باعتبار تعدد ما أرسل هو به وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فى الأمر بالتوحيد بأن لا يمتثل أمرهما به ودعوتهما اليه فيشرك به إذ الكلام فيه وهو يصلح ان يكون مخصصا للعموم فلا متمسك للمعتزلة فى الآية على تخليد عصاة المؤمنين فى النار فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها اى فى النار أو فى جهنم والجمع باعتبار المعنى أَبَداً بلا نهاية فهو دفع لان يراد بالخلود المكث الطويل حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ غاية لمحذوف يدل عليه الحال من استضعاف الكفار لا نصاره عليه السلام ولاستقلالهم لعددهم حتى قالوا هم بالاضافة إلينا كالحصاة من جبال كأنه قيل لا يزالون على ما هم عليه حتى إذا رأوا ما يوعدون من فنون العذاب فى الاخرة فَسَيَعْلَمُونَ حينئذ عند حلوله بهم مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً اى فسيعلمون الذي هو أضعف واقل أهم أم المؤمنون فمن موصولة وأضعف خبر مبتدأ محذوف ويجوز ان تكون استفهامية مرفوعة بالابتداء وأضعف خبره والجملة فى موضع نصب سدت مسد مفعولى العلم وناصرا وعددا منصوبان على التمييز وحمل بعضهم ما توعدون على ما رأوه يوم بدر وأيا ما كان ففيه دلالة على ان الكفار مخذولون فى الدنيا والآخرة وان كثروا عددا وقورا جسدا لان الكافرين لا مولى لهم وان المؤمنين منصورون فى الدارين وان قلوا عددا وضعفوا جسدا لان الله مولاهم والواحد على الحق هو السود الأعظم فان نصره ينزل من العرش قال الحافظ
تيغى كه آسمانش از فيض خود دهد آب | تنها جهان بگيرد بي منت سپاهى |