المخلوق على صورة ربه وكدحه واجتهاده فى التحقق بالأسماء الإلهية والصفات اللاهوتية فهو ملاقى ما يكدح ويجتهد بحسب استعداده الفطري فَأَمَّا مَنْ وهو المؤمن السعيد ومن موصولة وهو تفصيل لما أجمل فيما قبله أُوتِيَ اى يؤتى والماضي لتحققه كِتابَهُ المكتوب فيه اعماله التي كدح فى كسبها بِيَمِينِهِ لكون كدحه بالسعي فيما يكتبه كاتب اليمين والحكمة فى الكتاب ان المكلف إذ اعلم ان اعماله تكتب عليه وتعرض على رؤوس الاشهاد كان ازجر عن المعاصي وان العبد إذا وثق بلطف سيده واعتمد على عفوه وستره لم يحتشم احتشامه من خدمه المطلعين عليه فَسَوْفَ پس زود بود كه يُحاسَبُ يوم القيامة بعد مدة مقدرة على ما تقتضيه الحكمة حِساباً يَسِيراً سهلا لا مناقشة فيه ولا اعتراض بما يسوؤه ويشق عليه كما يناقش اصحاب الشمال والحساب بمعنى المحاسبة وهو بالفارسية با كسى شمار كردن. والمراد عد اعمال العباد وإظهارها للمجازاة وعن الصديقة رضى الله عنها هو أي الحساب اليسير أن يعرف ذنوبه ثم يتجاوز عنه يعنى ان يعرض عليه اعماله ويعرف ان الطاعة منها هذه والمعصية هذه ثم يثاب على الطاعة ويتجاوز عن المعصية فهذا هو الحساب اليسير لانه لا شدة على صاحبه ولا مناقشة ولا يقال له لم فعلت هذا ولا يطالب بالعذر ولا بالحجة عليه فانه متى طولب بذلك لم يجد عذرا ولا حجة فيفتضح.
برادر زكار بدان شرم دار | كه در روى نيكان شوى شرمسار |
بجاى كه دهشت خورد انبيا | تو عذر كنه را چهـ دارى بيا |