وثانيها إذا أخرجكم من العدم جعلكم أرواحا مطهرة انسانية فى احسن تقويم لا حيوانا او نباتا او جمادا. وثالثها يوم الميثاق شرفكم بخطاب ألست بربكم ثم وفقكم لاستماع خطابه ثم دلكم على إصابة جوابه. ورابعها أنعم عليكم بالنفخة الخاصة عند بعثكم الى القالب الإنساني لئلا تنزلوا بمنزل من المنازل السماوية والكوكبية والجنية والشيطانية والنارية والهوائية والمائية والارضية والنباتية والحيوانية وغيرها الى ان أنزلكم فى مقام الانسانية. وخامسها عجن طينة قالبكم بيده أربعين صباحا ثم صوركم فى الأرحام وسواكم ثم نفخ فيكم من روحه. وسادسها شرف روحكم بتشريف إضافته الى نفسه بقوله «من روحى» وما اعطى هذا التشريف لروح من أرواح الملائكة المقربين. وسابعها أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيأ فبالهامات الربانية علمكم ما تحتاجون اليه من اسباب المعاش. وثامنها ألهمكم فجوركم وتقواكم لتهتدوا الى سبيل الرشاد للرجوع الى الميعاد. وتاسعها أرسل إليكم الأنبياء والرسل ليخرجوكم من الظلمات الخلقية الى نور الخالقية. وعاشرها أنعم عليكم بالايمان ثم بالإيقان ثم بالإحسان ثم بالعرفان ثم بالعيان ثم بالعين ثم آتاكم من كل ما سألتموه وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها وذكر نعمته استعمالها فى عبوديته أداء شكر نعمته وشكر النعمة رؤية النعمة ورؤية النعمة ان تكون ترى نعم توفيقه لاداء شكره الى ان تعجز عن أداء شكره فان نعمته غير متناهية وشكرك متناه فرؤية العجز عن أداء الشكر حقيقة الشكر ومن الشكر ان تذكر ما سلف من الذي دفع عنك وأنت بصدده من انواع البلاء والمحن والمصائب والمكائد فمن جملة ذلك قوله (إِذْ جاءَتْكُمْ) إلخ يشير الى جنود الشياطين وجنود صفات النفس وجنود الدنيا وزينتها فارسلنا عليهم ريحا من نكباء قهرنا وجنودا لم تروها من حفظنا وعصمتنا وكان الله بما تعملون من الميل الى الدنيا وشهواتها بصيرا بدفعها وعلاجها كم من بلاء صرفه عن العبد ولم يشعر وكم شغل كان بصدده فصده عنه ولم يعلم وكم امر عوّقه والعبد يضج وهو يعلم ان فى تيسيره هلاكه فيمنعه منه رحمة عليه والعبد يهتم ويضيق به صدره
هر چهـ آمد ز آسمان قضا | بقضا مى نكر بعين رضا |
خوش دل شو ز ماجراى قلم | زانكه حق از تو بحالت اعلم |