خصوا بزيادة التوبيخ والتقريع لتضاعف جناياتهم والجبل بكسر الجيم وتشديد اللام الخلق اى المخلوق ولما تصور من الجبل العظم قيل للجماعة العظيمة جبل تشبيها بالجبل فى العظم واسناد الإضلال الى الشيطان مجاز والمراد سببيته كما فى قوله تعالى (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ) والا فالهداية والإضلال والإرشاد والإغواء صفة الله تعالى فى الحقيقة بدليل قوله عليه السلام (بعثت داعيا ومبلغا وليس الىّ من الهدى شىء وخلق إبليس مزينا وليس اليه من الضلالة شىء) والمعنى وبالله لقد أضل الشيطان منكم خلقا كثيرا يعنى صار سببا لضلالهم عن ذلك الصراط المستقيم الذي أمرتكم بالثبات عليه فاصابهم لاجل ذلك ما أصابهم من العقوبات الهائلة التي ملأ الآفاق اخبارها وبقي مدى الدهر آثارها وقال بعضهم وكيف تعبدون الشيطان وتنقادون لامره مع انه قد أضل منكم يا بنى آدم جماعة متعددة من بنى نوعكم فانحرفوا بإضلاله عن سواء السبيل فحرموا من الجنة الموعودة لهم أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ الفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام اى أكنتم تشاهدون آثار عقوباتهم فلم تكونوا تعقلون انها لضلالهم وطاعتهم إبليس او فلم تكونوا تعقلون شيأ أصلا حتى ترتدعوا عما كانوا عليه كيلا يحيق بكم العقاب وقال الكاشفى [آيا نيستيد شما كه تعقل كنيد وخود را در دام فريب او بيفكنيد] وفى كشف الاسرار هو استفهام تقريع على تركهم الانتفاع بالعقل وفى الحديث (قسم الله العقل ثلاثة اجزاء فمن كانت فيه فهو العاقل حسن المعرفة بالله) اى الثقة بالله فى كل امر والتفويض اليه والائتمار له على نفسك وأحوالك والوقوف عند مشيئته لك فى كل امر دنيا وآخرة وحسن الطاعة لله وهو ان تطيعه فى كل أموره وحسن الصبر لله وهو ان تصبر فى النوائب صبرا لا يرى عليك فى الظاهر اثر النائبة كذا فى درر الأصول وفى التأويلات النجمية (وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً) عن صراط مستقيم عبوديتى وأبعدكم عن جوارى وقربتى (أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ) لتعلموا ان الرجوع الى الحق اولى من التمادي فى الباطل فلا تظلموا على أنفسكم وارجعوا الى ربكم واعلم ان العقل نور يستضاء به كما قال فى المثنوى
كر بصورت وا نمايد عقل رو | تيره باشد روز پيش نور او «١» |
ور مثال احمقى پيدا شود | ظلمت شب پيش او روشن بود |
اندك اندك خوى كن با نور روز | ور نه خفاشىء بمانى بي فروز |
عقل كل را كفت ما زاغ البصر | عقل جزئى ميكند هر سو نظر «٢» |
(٢) در اواسط دفتر چهارم در بيان آلوختن پيشه كوركنى قابيل إلخ