نصب على وجه الأرض ابو قبيس وعدد الجبال ستة آلاف وستمائة وثلاثة وسبعون جبلا سوى التلول وجعل الله فى الجبال خصائص منها ان تجر البرودة الى نفسها وجعلها خزائن المياه والثلوج تدفعها بامر الخالق الى الخلق بالمقادير لكل ارض قدر معلوم على حسب استعدادها ومنها خلق الاودية لمنافع العباد وأودع فيها انواع المعادن من الذهب والفضة والحديد وانواع الجواهر وهى خزانة الله وحصنه ودليل على قدرته وكمال حكمته وهى سجن الوحوش والسباع ليلا وشرف الله الجبال بعرض الامانة عليها وفيها التسبيح والخوف والخشية وجعلها كراسى أنبيائه عليهم السلام كاحد لنبينا والطور لموسى وسرنديب لآدم والجودي لنوح صلوات الله على نبينا وعليهم
أجمعين وكفى شرفا بذلك وانها بمنزلة الرجال فى الأكوان يقال للرجل الكامل جبل رأى بعض الأولياء مناما فى الليلة التي هلك فيها رجال بغداد على يد هولاكوخان ان جبال العراقين ذهبت من وجه الأرض بهبوب الرياح المظلمة على بغداد فوصل الخبر ان هولاكوخان قد دخل مدينة بغداد وقتل من الرجال الأولياء والعلماء والصلحاء والأمراء وسائر الناس مالا يحصى عددا ولذا قال بعضهم رواسى الجبال أوتاد الأرض فى الصورة والأولياء أوتاد الأرض فى الحقيقة فكما ان الجبال مشرفة على سائر الأماكن كذلك الأولياء مشرفون على سائر الخلائق دل عليه قوله (مِنْ فَوْقِها) يعنى من فوق العامة فكما ان جبل قاف مشرف على كل جبل كذلك القطب الغوث الأعظم مشرف على كل ولى وبه قوام الأولياء والرواسي دونه ومن خواص الأولياء من يقال لهم الأوتاد وهم اربعة واحد يحفظ المشرق بإذن الله تعالى ويقال له عبد الحي وواحد يحفظ المغرب ويقال عبد العليم وواحد يحفظ الشمال ويقال له عبد المريد وواحد يحفظ الجنوب ويقال له عبد القادر وكان الشافعي رحمه الله فى زمانه من الأوتاد الاربعة على ما نص عليه الشيخ الأكبر قدس سره الأطهر فى الفتوحات. وببركات الأولياء يأتى المطر من السماء ويخرج النبات من الأرض وبدعائهم يندفع البلاء عن الخلق وان حياتهم ومماتهم سواء فانهم ماتوا عن أوصاف وجودهم بالاختيار قبل الموت بالاضطرار فهم احياء على كل حال ولذا قيل
مشو بمرك زامداد اهل دل نوميد | كه خواب مردم آگاه عين بيداريست |