وشاهدوا تصلبه عليه السلام فى الدين وعزيمته على ان يظهره على الدين كله ويئسوا مما كانوا يرجونه بتوسط ابى طالب من المصالحة على الوجه المذكور أَنِ مفسرة للمقول المدلول عليه بالانطلاق لان الانطلاق عن مجلس التقاول لا يخلو عن القول اى وانطلق الملأ منهم بقول هو قول بعضهم لبعض على وجه النصيحة امْشُوا سيروا على طريقتكم وامضوا فلا فائدة فى مكالمة هذا الرجل. وحكى المهدوى ان قائلها عقبة بن ابى معيط وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ اى واثبتوا على عبادتها متحملين لما تسمعونه فى حقها من القدح وفى التأويلات النجمية يشير الى ان الكفار إذا تراضوا فيما بينهم بالصبر على آلهتهم فالمؤمنون اولى بالصبر على عبادة معبودهم والاستقامة فى دينهم بل الطالب الصادق والعاشق الوامق اولى بالصبر والثبات على قدم الصدق فى طلب المحبوب المعشوق إِنَّ هذا تعليل للامر بالصبر أو لوجوب الامتثال به اى هذا الذي شاهدناه من محمد من امر التوحيد ونفى آلهتنا وابطال أمرنا لَشَيْءٌ يُرادُ من جهته عليه السلام امضاؤه وتنفيذه لا محالة من غير صارف يلويه ولا عاطف يثنيه لا قول يقال من طرف اللسان أو أمر يرجى فيه المسامحة بشفاعة او امتناع فاقطعوا اطماعكم عن استنزاله عن رأيه بواسطة ابى طالب وشفاعته وحسبكم ان لا تمنعوا من عبادة آلهتكم بالكلية فاصبروا عليها وتحملوا ما تسمعونه فى حقها من القدح وسوء المقالة هذا ما ذهب اليه المولى ابو السعود فى الإرشاد وقال فى تفسير الجلالين لامر يراد بنا ومكر يمكر علينا وقال سعدى المفتى وسنح بالبال انه يجوز ان يكون المراد ان دينكم لشئ يستحق ان يطلب ويعض عليه بالنواجذ فيكون ترغيبا وتعليلا للامر السابق وقال بعضهم [بدرستى كه مخالفت محمد با ما چيز نيست كه خواسته اند بما از حوادث زمان واز وقوع آن چاره نيست] يقول الفقير امده الله القدير بالفيض الكثير ويجوز ان يكون المعنى ان الصبر والثبات على عبادة الآلهة التي هى الدين القديم يراد منكم فانه أقوى ما يدفع به امر محمد كما قالوا نتربص به ريب المنون فيكون موافقا لقرينه فى الاشارة الى المذكور فيما قبله او ان شأن محمد لشئ يراد دفعه واطفاء نائرته بأى وجه كان قبل ان يعلو ويشيع كما قيل علاج واقعه پيش از وقوع بايد كرد ودل عليه اجتماعهم على مكره عليه السلام مرارا فابى الله الا ان يتم نوره ما سَمِعْنا بِهذا الذي يقوله من التوحيد فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ ظرف لغو سمعنا اى فى الملة التي أدركنا عليها آباءنا وهى ملة قريش ودينهم الذي هم عليه فانها متأخرة عما تقدم عليها من الأديان والملل وفيه اشارة الى ركون الجهال الى التقليد والعادة وما وجدوا عليه أسلافهم من الضلال وأخطأ طريق العبادة

ترسم نرسى بكعبه اى أعرابي كين ره كه تو ميروى بتركستانست
والملة كالدين اسم لما شرع الله لعباده على يد الأنبياء ليتوصلوا به الى ثواب الله وجواره فاطلاق كل منهما على طريقة المشركين مجاز مبنى على التشبيه إِنْ هذا نافية بمعنى ما إِلَّا اخْتِلاقٌ [الاختلاق دروغ كفتن از نزد خود] اى كذب اختلقه من عند نفسه قال


الصفحة التالية
Icon