ومخالطة السهم جوف الرمية وخروج طرفه من الشق الآخر وسائره فيه كالنفذ ونفذهم جازهم وتخلفهم كأنفذهم والنافذ الماضي في جميع أموره انتهى والأقطار جمع قطر بالضم وهو الجانب والمعنى أن تخرجوا من جوانب السموات والأرض هاربين من الله فارين من قضائه فَانْفُذُوا فاخرجوا منها وخلصوا أنفسكم من عقابى وهو امر تعجيز والمراد انهم لا يفوتونه ولا يعجزونه حتى لا يقدر عليهم لا تَنْفُذُونَ لا تقدرون على النفوذ إِلَّا بِسُلْطانٍ اى بقوة وقهر وأنتم من ذلك بمعزل بعيد (روى) ان الملائكة تنزل فتحيط بجميع الخلائق فيهرب الانس والجن فلا يأتون وجها الا وجدوا الملائكة أحاطت به فتقول لهم الملائكة ذلك فكما لا يقدر أحد على الفرار يوم القيامة كذلك لا يقدر فى الدنيا فيدركه الموت والقضاء لا محالة فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ اى من التنبيه والتحذير والمساهلة والعفو مع كمال القدرة على العقوبة يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ هو لهب خالص لا دخان فيه او دخان النار وحرها كما في القاموس قال سعدى المفتى والله اعلم انها استئناف جوابا عن سؤال الداعي الى الهرب والفرار وان ذلك حين يساق الى المحشر كما روى عن ابن عباس رضى الله عنهما اى يرسل عليكما لهب بلا دخان ليسوقكم الى المحشر مِنْ نارٍ متعلق بيرسل والتنوين فيهما للتفخيم وَنُحاسٌ اى دخان او صفر مذاب يصب على رؤسهم وفي المفردات النحاس اللهب بلا دخان وذلك تشبيه في اللون بالنحاس وفي القاموس النحاس مثلثة عن ابى العباس الكواشي القطر والنار وما سقط من شرار الصفر او الحديد إذا طرق فَلا تَنْتَصِرانِ اى لا تمنعان من ذلك العذاب فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ من بيان عاقبة الكفر والمعاصي والتحذير عنها فانها لطف ونعمة واى لطف ونعمة فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ اى انصدعت يوم القيامة وانفك بعضها من بعض لقيام الساعة او انفرجت فصارت أبوابا لنزول الملائكة كقوله تعالى ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا وفي الخبر من نار جهنم إذا كشف عنها فَكانَتْ وَرْدَةً كوردة حمراء في اللون وهى الزهرة المعروفة التي تشم والغالب على الورد الحمرة قال
ولو كنت وردا لونه لعشقتنى | ولكن ربى شاننى بسواديا |