في التوراة فإذا فعلتم ذلك أُوفِ لكم بِعَهْدِكُمْ يعني المغفرة والجنة فعاهدهم إن أوفوا لَهُ بما قَالَ المغفرة والجنة، فكفروا بمحمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبعيسى- عَلَيْه السَّلام- فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فهذا وفاء الرب- عَزَّ وَجَلّ- لهم، وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ- ٤٠- يعني وإياي فخافون فِي محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «١» فَمنْ كذب به فَلَه النار. ثم قال: وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً نزلت فِي كَعْب بن الأشرف وأصحابه رءوس اليهود يَقُولُ صدقوا بما أنزلت من القرآن عَلَى محمد مصدقا لِما مَعَكُمْ يَقُولُ محمد تصديقه معكم أَنَّهُ نَبِيّ رسول وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ يعني محمدا فتتابع «٢» اليهود كلها عَلَى كفر به فَلَمَّا كفروا تتابعت اليهود كلها: أَهْل خيبر، وأهل فدك، وأهل قريظة، وَغَيْرُهُمْ عَلَى الكفر بمحمد- صلى الله عليه وسلم- ثُمّ قال لرؤوس اليهود: وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا وذلك أن رؤوس اليهود كتموا أمر محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي التوراة وكتموا أمره عن سفلة اليهود وكانت للرؤساء منهم مأكلة «٣» فِي كُلّ عام من زرعهم وثمارهم ولو تابعوا محمدا- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لحبست تِلْكَ المأكلة عَنْهُمْ فَقَالَ اللَّه لهم وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا [١٠ أ] : يعني بكتمان بعث محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عرضا قليلا من الدُّنْيَا مما تصيبون من سفلة اليهود ثم يخوفهم وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ- ٤١- فِي محمد فَمنْ كذب به فله النار. ثُمّ قَالَ لليهود: وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وذلك أن اليهود يقرون ببعض أمر محمد ويكتمون بعضا ليصدقوا فِي ذَلِكَ فَقَالَ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-: وَلا تخلطوا الحق بالباطل نظيرها

(١) فى أ: زيادة ثم قال. [.....]
(٢) هكذا فى ل، وفى أ: فتايع، ولعل أصلها فتابع.
(٣) هكذا فى ل، وفى أ: تأكله.


الصفحة التالية
Icon