يعني أجدادكم والنعمة عليهم «١» حين أنجاهم من آل فرعون فأهلك عدوهم والخير الَّذِي أنزل عليهم فِي أرض التيه وأعطاهم التوراة ثم قال:
وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ- ٤٧- يعني عالمي ذلك الزمان يعني أجدادهم من غير بنى إسرائيل ثُمّ خوفهم فَقَالَ: وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ يَقُولُ لا تغني نفس كافرة عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً من المنفعة فِي الآخرة وَلا يُقْبَلُ مِنْها يعني من هَذِهِ النَّفْس الكافرة شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ يعني فداء كفعل أَهْل الدُّنْيَا بعضهم من بعض ثم قال: وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ- ٤٨- يقول ولا هم يمنعون من العذاب ثم ذكرهم النعم ليوحدوه [١٠ ب] فقال سبحانه: وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ يعنى أنفذناكم مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يعنى أهل مصر يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يعني يعذبونكم شدة العذاب يعني ذبح الأبناء واستحياء النّساء لأن فرعون أمر بذبح البنين فِي حجور أمهاتهم ثُمّ بين العذاب فَقَالَ: يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ فِي حجور أمهاتهم وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ يعني قَتْل البنين وترك البنات قَتَل منهم فرعون ثمانية عشر طفلا «٢» مخافة أن يَكُون فيهم مولود يَكُون هلاكه «٣» فِي سببه يَقُولُ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ-:
وَفِي ذلِكُمْ يعني فيما يخبركم من قتل الأبناء وترك البنات بَلاءٌ يعنى نقمة مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ- ٤٩- فاذكروا فضله عليكم حين أنجاكم من آل فرعون وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ وذلك أَنَّهُ فرق البحر يمينا وشمالا كالجبلين المتقابلين كُلّ واحد منهما على الآخر وبينهما كوى من طريق إلى طريق ينظر كُلّ سِبْط إلى الآخر ليكون آنَس لهم فَأَنْجَيْناكُمْ من الغرق وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ يعنى أهل مصر يعنى

(١) (عليهم) ساقطة من أ، وفى ل: على.
(٢) هكذا فى ل وفى أ: ثمانية عشر ألف طفلا: وهو دليل أن ألف زيدت من الناسخ بعد كتابة ثمانية عشر طفلا، وإلا لكتبها طفل لأنها مضاف إليه.
(٣) فى أ، ل: هلاكهم.


الصفحة التالية
Icon