وذلك أن بني إِسْرَائِيل خرجوا مَعَ يوشع بن نون بن اليشامع بن عميهوذ بن غيران بن شونالخ بن إفراييم بن يُوسُف- عَلَيْه السَّلام- من أرض التيه إلى العمران حيال أريحا وكانوا أصابوا خطيئة فأراد اللَّه- عز وجل- أن [١٢ ب] يغفر لهم وكانت الخطيئة أن مُوسَى- عَلَيْه السَّلام- كان أمرهم أن يدخلوا أرض أريحا التي فيها الجبارون فلهذا «١» قال لهم: قولوا حطة، يعني بحطة حط عنا خطايانا. ثُمّ قال: نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ- ٥٨- الَّذِين لَمْ يصيبوا خطيئة، فزادهم اللَّه إحسانا إلى إحسانهم، فَلَمَّا دخلوا إلى الباب فعل «٢» المحسنون ما أمروا به وقَالَ الآخرون: هطا سقماثا يعنون حنطة حمراء. قَالُوا: ذَلِكَ استهزاء وتبديلا، لما أمروا به فدخلوا مستقلين فذلك قوله- عَزَّ وَجَلّ-: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً يعنى عذابا مِنَ السَّماءِ كقوله فى سورة الأعراف: قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ «٣» يعني عذابا ويُقَالُ الطاعون ويُقَالُ الظلمة شَبَّه النار بِما كانُوا يَفْسُقُونَ- ٥٩- وأهلك منهم سبعون ألفا فِي يوم واحد عقوبة لقولهم هطا سقماثا فهذا القول ظلمهم.
وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ وهم فِي التيه، قَالُوا: من أَيْنَ لنا شراب نشرب؟ فدعا مُوسَى- عَلَيْه السَّلام- ربه أن يسقيهم فأوحى اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- إلى مُوسَى- عَلَيْه السَّلام- فَقُلْنَا «٤» اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ وكان الحجر خفيفا مربعا فضربه فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ «٥» من الحجر اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً فرووا بإذن اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- وكانوا اثني عشر سبطا لكل سِبْط من بني إِسْرَائِيل عين تجري عَلَى حدة لا يخالطهم غيرهم «٦». فذلك قوله- سُبْحَانَهُ-: قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ

(١) فى أ: فلها.
(٢) فى أ: فعلوا.
(٣) سورة الأعراف: ٧١.
(٤) فى أ: أن.
(٥) فى أ: وانفجرت.
(٦) فى أ: غيره.


الصفحة التالية
Icon