- ١٣- بأنهم السفهاء ثُمّ أخبر عَنْهُمْ فَقَالَ- سُبْحَانَهُ-: وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا يعني صدقوا من أصحاب النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قالُوا لهم: آمَنَّا صدقنا بمحمد وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ يعني رؤساء اليهود كَعْب بن الأشرف وأصحابه قالُوا لهم: إِنَّا مَعَكُمْ عَلَى دينكم إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ- ١٤- بمحمد وأصحابه فَقَالَ اللَّه- سُبْحَانَهُ: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ فى الآخرة إذا ضرب [٦ ب] بينهم وبَيْنَ الْمُؤْمِنِين بسور لَهُ باب عَلَى الصراط فيبقون فِي الظلمة حَتَّى يُقَالُ لهم: ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فهذا من الاستهزاء بهم. ثُمّ قَالَ- سُبْحَانَهُ:
وَيَمُدُّهُمْ ويلجهم فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ- ١٥- يعنى فى ضلالتهم يترددون ثُمّ نعتهم فَقَالَ- سُبْحَانَهُ-: أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وذلك أن اليهود وجدوا نعت محمد النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي التوراة قبل أن يبعث فآمنوا به وظنوا أَنَّهُ من ولد إسحاق- عَلَيْه السَّلام- فَلَمَّا بعث محمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من العرب من ولد إسماعيل- عَلَيْه السَّلام- كفروا به حسدا، واشتروا الضلالة بالهدى، يَقُولُ: باعوا الهدى الَّذِي كانوا فِيهِ من الْإِيمَان بمحمد- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قبل أن يبعث بالضلالة التي دخلوا فيها بعد ما بعث من تكذيبهم بمحمد- صلى اللَّه عَلَيْه وسلم- فبئس التجارة فذلك قوله- سُبْحَانَهُ:
فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ- ١٦- من الضلالة ثُمّ ضرب اللَّه للمنافقين مثلا فَقَالَ- عَزَّ وَجَلّ-: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ طفئت ناره، يَقُولُ اللَّه- عَزَّ وَجَلّ- مثل المنافق إذا تكلم بالإيمان كان لَهُ نور بمنزلة المستوقد نارا يمشي بضوئها ما دامت ناره تتقد «١» فإذا ترك الْإِيمَان كان فِي ظلمة كظلمة من طفئت ناره فقام لا يهتدى ولا يبصر فذلك قوله