فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ أعمالهم بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ- ٧- عن أعمالهم يعني عَنْهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ «يَقُولُ وزن الأعمال يومئذ العدل فِي الآخرة «١» » فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ من الْمُؤْمِنِين وزن ذرة عَلَى سيئاته فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ- ٨- وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ يعنى الكفار فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ [١٢٨ أ] يعني غبنوا أنفسهم فصاروا إلى النار بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ- ٩- يعني بالقرآن يجحدون بأنه لَيْسَ من اللَّه وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ يقول ولقد أعطيناكم يا أهل مكة من الخير والتمكين فِي الأرض وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ من الرزق لتشكروه فتوحدوه «٢» فلم تفعلوا، فأخبر عنهم فقال: قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ- ١٠- يعني بالقليل أنهم لا يشكرون رب هَذِهِ النعم فيوحدونه وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ يعني آدم- عَلَيْه السَّلام ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ يعني ذرِّيَّة آدم ذكرا وأنثى وأبيض وأسود سويا وغير سوى ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ الَّذِين هُمْ فِي الأرض ومنهم إبليس عدو الله اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا لَهُ، ثُمّ استثنى فَقَالَ: إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ- ١١- لآدم مَعَ الملائكة قالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ- ١٢- والنار تغلب الطين قالَ فَاهْبِطْ مِنْها قَالَ: اخرج من صورة الملائكة إلى صورة الدمامة. فاخرج من الجنة يا إبليس فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَمَا ينبغي لك أن تتعظم فيها يعني فِي الجنة فَاخْرُجْ منها إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ- ١٣- يعني من المذلين قالَ إبليس لربه أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
(٢) فى أ: فتوحده.