خلقت قبلكما وإنى أعلم منكما فأطيعاني ترشدا، وقَالَ لهما: مَا نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ- ٢٠- يَقُولُ إن لَمْ تكونا ملكين كنتما من الخالدين لا تموتان وَقاسَمَهُما يعني حلف بِاللَّه لهما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ- ٢١- إنها شجرة الخلد من أكل منها لَمْ يمت فكان إبليس أول من يحلف بِاللَّه كاذبا فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ يعنى زين لهما الباطل لقوله تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الخالدين وحلف عَلَى قوله فغرهما بهذه اليمين فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما يعني ظهرت لهما عوراتهما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما يَقُولُ أخذا يغطيان عوراتهما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ يعني ورق التين الَّذِي فِي الجنة وَناداهُما رَبُّهُما يَقُولُ: وقَالَ لهما ربهما يوحي إليهما: أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما يعني آدم وحواء إِنَّ الشَّيْطانَ يعني إبليس لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ- ٢٢- قَالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا ذنوبنا وَتَرْحَمْنا وتتجاوز عنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ- ٢٣- فِي العقوبة فتاب آدم- عَلَيْه السَّلام- يوم عاشوراء يوم الجمعة فتاب اللَّه عَلَيْه، وأوحى إليهما: قالَ اهْبِطُوا من الجنة آدم وحواء وإبليس والحية بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ يَقُولُ إبليس لهما عدو وهما لإبليس عدو وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ- ٢٤- يعني إلى منتهى آجالكم وإبليس فِي النفخة الأولى قالَ فِيها تَحْيَوْنَ يعني فِي الأرض وَفِيها تَمُوتُونَ عِنْد منتهى آجالكم وَمِنْها تُخْرَجُونَ- ٢٥- يوم الْقِيَامَة.
يَا بَنِي آدَمَ نزلت فِي ثقيف، وبني عامر بن صَعْصَعَة، وخزاعة، وبني مدلج، وعامر والحارث ابني عَبْد مناة، قَالُوا: لا نطوف بالبيت الحرام فِي الثياب التي نقارف فيها الذنوب. وَلا يضربون عَلَى أنفسهم خباء من وبر وَلا صوف وَلا شعر وَلا أدم، فكانوا يطوفون بالبيت عراة، ونساءهم يطفن بالليل فأنزل اللَّه


الصفحة التالية
Icon