لا تشركوا بي شيئًا، وَلا تقتلوا النَّفْس، وَلا تزنوا، وَلا تقطعوا السبيل، وَلا تسبوا الوالدين، ووعظهم فِي ذَلِكَ، والألواح من زمرد، وياقوت «١» ». يَقُولُ:
فَخُذْها بِقُوَّةٍ يعني التوراة بالجد والمواظبة عَلَيْه وَأْمُرْ قَوْمَكَ بني إِسْرَائِيل:
يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها يعني بأحسن ما فيها، ثُمّ قَالَ قبل ذَلِكَ لبني إِسْرَائِيل:
سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ- ١٤٥- سنة أهل مصر، فزعم ابْن عَبَّاس أن الله حين أغرق فرعون [١٣٦ ب] وقومه أوحى إلى البحر أن يقذف أجسادهم عَلَى الساحل ففعل البحر ذَلِكَ فنظر إليهم بنو إِسْرَائِيل فأراهم سنة الفاسقين، ثُمّ قَالَ: سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يعني يعملون فيها بالمعاصي: الكبرياء والعظمة، يعني أَهْل مصر يَقُولُ: سأصرف عن التفكير فِي خلق السموات والأرض، وما بَيْنَهُمَا من الآيات: الشمس، والقمر، والنجوم، والسحاب، والرياح، والجبال، والفلك، والبحور، والشجر، والثمار، والنبات، عام بعام «٢». يعني المتكبرين فلا يتفكرون فتكون لهم عبرة تعني لأهل مصر، ثُمّ قَالَ يعنيهم: وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ يعني يروا مرة اليد، ومرة العصا، ثُمّ يرون الطوفان، ثُمّ الجراد، ثُمّ القمل، ثُمّ الضفادع،

(١) قال صاحب المنار وأما تلك الروايات الكثيرة فى جوهر الألواح ومقدارها وطولها وعرضها وكتابتها وما كتب فيها فكلها من الإسرائيليات الباطلة التي بثها فى المسلمين أمثال كعب الأحبار ووهب ابن منبه فاغتر بها بعض الصحابة والتابعين إن صحت الرواية عنهم وقد لخص السيوطي منها فى الدر المنثور ثلاث ورقات- أى ست صفحات واسعات من القطع الكبير وليس منها شيء يصح أن يسمى درة إن كان منها أن الألواح من الياقوت أو من الزمرد أو من الزبرجد كما أنها من الحجر ومن الخشب وقد أعجبنى من الحافظ ابن كثير أنه لم يذكر من تلك الروايات شيئا على سعة اطلاعه، وقد تبع فى هذا عمدته فى التفسير ابن جرير- رحمهما الله تعالى- ١٠. هـ" تفسير المنار: ٩/ ١٩٠.
(٢) هكذا فى أ، ل. [.....]


الصفحة التالية
Icon