ميقات ربكم أربعين يوما وَأَلْقَى الْأَلْواحَ من عاتقه فذهب منها خمس وبقيت أربعة وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ هارون يَجُرُّهُ إِلَيْهِ يعني إلى نفسه قالَ هَارُون لموسى: ابْنَ أُمَّ «١» إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ- ١٥٠- قالَ موسى رَبِّ اغْفِرْ لِي يعني تجاوز عني وَلِأَخِي هَارُون وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ- ١٥١- إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ [١٣٧ أ] إلها سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ يعنى عذاب مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ يعنى مذلة فِي الْحَياةِ الدُّنْيا فصاروا مقهورين إلى يوم الْقِيَامَة. ثُمّ قَالَ: وَكَذلِكَ يعني وهكذا نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ- ١٥٢- يعني الَّذِين افتروا فزعموا أن هَذَا إلهكم: يعني العجل، وإله مُوسَى، وكان السامري جمع الحلي بعد خمسة وثلاثين يومًا من يوم فارقهم مُوسَى- عَلَيْه السَّلام. وكان السامري صائغا فصاغ لهم العجل فِي ثلاثة أيام، وَقَدْ علم السامري أنهم يعبدونه لقولهم لموسى- عَلَيْه السَّلام- قبل ذَلِكَ: اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ، فعبدوا العجل لتمام تسعة وثلاثين يومًا ثُمّ أتاهم مُوسَى من الغد لتمام الأربعين يومًا وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ يعني الشرك الَّذِين عبدوا العجل ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِها أَي بعد الشرك «٢» وَآمَنُوا يعني صدقوا بِاللَّه، أَنَّهُ واحد لا شريك لَهُ إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها يعني من بعد الشرك لَغَفُورٌ رَحِيمٌ- ١٥٣- بهم، قوله: وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ يعنى مكن أَخَذَ الْأَلْواحَ بعد ما ألقاها وَفِي نُسْخَتِها فيما بَقِيَ منها هُدىً من الضلالة وَرَحْمَةٌ من العذاب

(١) فى أ: زيادة إلى قوله «الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» ولم يذكر بقية الآية.
(٢) فى أ: «ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِ» الشرك.


الصفحة التالية
Icon