وَسْئَلْهُمْ «١» عَنِ الْقَرْيَةِ اسمها أيلة، عَلَى مسيرة يومين من البحر بين المدينة والشام مسخوا عَلَى عهد دَاوُد- عَلَيْه السَّلام- قردة، يعني اليهود وإنما أمر اللَّه النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يسألهم أمسخ اللَّه منكم قردة وخنازير؟
لأنهم قَالُوا: إنا أبناء اللَّه وأحباؤه وإن اللَّه لا يعذبنا فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الآخرة لأنا من سِبْط خليله إِبْرَاهِيم ومن سِبْط إِسْرَائِيل وَهُوَ بَكْر نبيه ومن سِبْط كليم الله موسى، ومن سبط ولده «٢» عزيز فنحن من أولادهم، فَقَالَ اللَّه لنبيه- صَلَّى الله عليه وسلم-: «وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ» الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إما عذبهم اللَّه بذنوبهم، ثُمّ أخبر عن ذنوبهم فقال: إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ يعنى يعتدون إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يعنى السمك يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً يعني شارعة من غمرة الماء إلى قريب من الحذاء يعني الشط أمنت أن يصدن «٣» وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ يعني حين لا يَكُون يوم السبت لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ يعني هكذا نَبْلُوهُمْ يعني نبتليهم بتحريم السمك فى السبت بِما كانُوا يَفْسُقُونَ- ١٦٣- جزاء مِنَّا يعني بما كانوا يعصون وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ يعني عصابة منهم وهي الظلمة للواعظة لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً وذلك أن الواعظة نهوهم عن الحيتان وخوفوهم فلم ينتبهوا فردت عليهم الواعظة قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ- ولعلهم- يعني ولكي ينتهوا فيؤخروا أَوْ يعذبوا فينجوا «٤» وَلَعَلَّهُمْ يعني ولكي يَتَّقُونَ- ١٦٤- المعاصي فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ

(١) عود إلى تفسير مقاتل. [.....]
(٢) الضمير راجع إلى الله لأن اليهود يقولون عزير ابن الله. قاتلهم الله.
(٣) أى أمنت الحيتان أن يصدن، فلا تخاف الصيد.
(٤) هكذا فى أ، ل.


الصفحة التالية
Icon