قوله- سبحانه-: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ يعلمه نزلت في النضر بن الحارث القرشي وأمه اسمها صفية بنت الحارث بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، قال: وَيَتَّبِعُ النضر كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ- ٣- يعني مارد كُتِبَ عَلَيْهِ يعني قضي عليه يعنى الشيطان أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ يعني من اتبع الشيطان فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ عن الهدى وَيَهْدِيهِ يعنى ويدعون إِلى عَذابِ السَّعِيرِ- ٤-. يعنى الوقود ثم ذكر صنعه ليعتبروا في البعث، فقال- سبحانه-: يا أَيُّهَا النَّاسُ يعني كفار مكة إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ يعني في شك من البعث بعد الموت فانظروا إلى بدء خلقكم فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ولم تكونوا شيئا ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ مثل الدم ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ يعنى من النطفة مخلقة وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ
يعني السقط يخرج من بطن أمه مصورا وغير مصور «لِنُبَيِّنَ لَكُمْ» «١» وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ فلا يكون سقطا «٢» إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى يقول خروجه من بطن أمه ليعتبروا في البعث ولا يشكوا فيه أن الذي بدأ خلقكم لقادر على أن يعيدكم بعد الموت، ثم قال- سبحانه-: ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ من بطون أمهاتكم طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثماني عشرة سنة «٣» إلى أربعين سنة وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى من قبل أن يبلغ أشده وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ بعد الشباب إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ يعني الهرم لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ كان يعلمه شَيْئاً فذكر بدء الخلق ثم ذكر الأرض الميتة كيف يحيها ليعتبروا في البعث فإن البعث ليس بأشد من بدء الخلق ومن

(١) «لنبين لكم» : ساقطة من أ.
(٢) فى أ: سقط، ز: سقطا.
(٣) فى أ، ل: ثماني عشرة سنة، ز: ثمان عشرة سنة.


الصفحة التالية
Icon