لسان محمد- صلى الله عليه وسلم- ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ من «١» الباطل الذي يلقي الشيطان على لسان محمد- صلى الله عليه وسلم- وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ- ٥٢- لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ على لسان النبي- صلى الله عليه وسلم- وما يرجون من شفاعة آلهتهم فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يعنى الشك وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ يعني الجافية قلوبهم عن الإيمان فلم تلن له وَإِنَّ الظَّالِمِينَ يعنى كفار مكة لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ- ٥٣- يعني لفي ضلال بعيد يعني طويل، ثم ذكر المؤمنين- سبحانه- وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ بالله- عز وجل- أَنَّهُ يعني القرآن الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ

- وأخرجه البزار وابن مردويه من وجه آخر عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فيما أحسبه، وقال: لا يروى متصلا إلا بهذا الإسناد، وتفرد بوصله أمية بن خالد وهو ثقة مشهور، وأخرجه البخاري عن ابن عباس بسند فيه الواقدي وابن مردويه من طريق الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وابن جرير من طريق العوفى عن ابن عباس وأورده ابن إسحاق فى السيرة عن محمد بن كعب وموسى بن عاقبة عن ابن شهاب وابن جرير عن محمد بن قيس وابن أبى حاتم عن السدى كلهم بمعنى واحد، إما ضعيفة أو منقطعة، سوى طريق سعيد بن جبير الأولى.
قال الحافظ بن حجر: لكن كثرة الطرق تدل على أن للقصة أصل مع أن لها طريقين صحيحين مرسلين أخرجهما ابن جرير: أحدهما من طريق الزهري عن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، والآخر من طريق داود بن هند عن أبى العالية، ولا عبرة بقول ابن العربي وعياض إن هذه الروآيات باطلة لا أصل لها. انتهى وعلق المصحح بقوله العقيدة اليقين أو ما يقاربه فى السند لأنها يقين فى موضعها، وإذن الحق مع عياض وابن العربي وغيرهم من المحققين، بل العقل فى هذا الموضوع ينفر كل النفور من صحة هذه الروآية.
(١) فى أ: أن، ل: من، وليست فى ز.


الصفحة التالية
Icon