قال له الخضر آمين، فأوصني يا موسى.
قال له موسى: إياك والغضب إلا في الله- تعالى-، ولا ترض عن أحد إلا في الله- عز وجل-، ولا تحب لدنيا، ولا تبغض لدنيا تخرجك من الإيمان وتدخلك في الكفر.
قال الخضر- عليهما السلام-: قد أبلغت في الوصية فأعانك الله على طاعته، وأراك السرور في أمرك، وحببك إلى خلقه، وأوسع عليك من فضله.
قال له موسى: آمين. فبينما هما جلوس على ساحل البحر إذ انقضت «خطافة» «١» فنقرت بمنقارها من البحر نقرتين.
قال موسى للخضر- عليهما السلام-: يا نبي الله، هل تعلم ما نقص من البحر؟
قال له الخضر: لولا ما نراد» «٢» فيه لأخبرتك.
قال موسى للخضر: يا نبي الله، هل من شيء ليس فيه بركة؟
قال له الخضر: نعم يا موسى، ما من شيء إلا وفيه بركة ما خلا آجال العباد، ومدتهم ولولا ذلك لفنى «الناس» «٣».
قال موسى: وكيف ذلك؟
قال له الخضر: لأن كل شيء ينقص منه فلا يزاد فيه ينقطع.
قال له موسى» «٤» : يا نبي الله، من أجل أي شيء أعطاك الله- عز وجل-

(١) «خطافة» : كذا فى أ، ل.
(٢) فى أ: نراك، ل: نراد.
(٣) «الناس» : زيادة اقتضاها السياق.
(٤) «قال له موسى» : مكررة فى أ.


الصفحة التالية
Icon