ف سَأُرِيكُمْ آياتِي يعني عذابي القتل فَلا تَسْتَعْجِلُونِ- ٣٧- يقول فلا تعجلوا بالعذاب وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ- ٣٨- وذلك أن كفار مكة قالوا للنبي- صلى الله عليه وسلم-: متى هذا العذاب الذي «١» تعدنا، إن كنت صادقا، يقولون ذلك مستهزئين تكذيبا بالعذاب فأنزل الله- عز وجل- لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا من أهل مكة حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وذلك أن أيديهم تغل إلى أعناقهم «وتجعل فى أعناقهم ضحرة من الكبريت فتشتعل النار فيها فلا يستطيعون أن يتقوا النار إلا بوجوههم «٢».
فذلك قوله- سبحانه-: «أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ... » «٣»
وذلك قوله: «حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ» لو علموا ذلك ما استعجلوا بالعذاب، ثم قال- سبحانه-: وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ- ٣٩- يقول ولا هم يمنعون من العذاب، ثم قال- تعالى-: بَلْ تَأْتِيهِمْ الساعة بَغْتَةً يعنى فجأة فَتَبْهَتُهُمْ يقول» «٤» فتفجأهم فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها يعني أن يردوها وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ- ٤٠- يقول ولا يناظر بهم العذاب حتى يعذبوا وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ كما استهزئ بك يا محمد يعزي نبيه- صلى الله عليه وسلم- ليصبر على تكذيبهم إياه بالعذاب وذلك أن مكذبي الأمم الخالية كذبوا رسلهم بأن العذاب ليس بنازل بهم فى الدنيا
(٢) ما بين القوسين «... » : ليس فى ز، وهو من أ.
(٣) سورة الزمر: ٢٤.
(٤) فى أ: يقول، ز: يعنى.