لهم» «١» عيد في كل سنة يوما واحدا «٢» «وكانوا إذا خرجوا قربوا إليها الطعام ثم يسجدون» «٣» لها ثم يخرجون، ثم إذا جاءوا من عيدهم بدءوا بها فسجدوا لها ثم تفرقوا إلى منازلهم «٤».
فسمع قول إبراهيم- صلى الله عليه وسلم- رجل منهم، حين قال:
«وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ» فلما خرجوا دخل إبراهيم على الأصنام والطعام بين أيديها فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً يعني قطعا، كقوله- سبحانه- «... عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ» «٥» يعني غير مقطوع، ثم استثنى إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ يعني أكبر الأصنام فلم يقطعه وهو من ذهب ولؤلؤ وعيناه ياقوتتان حمراوان تتوقدان في الظلمة لهما بريق كبريق النار وهو في مقدم البيت، فلما كسرهم وضع الفأس بين يدي الصنم الأكبر، ثم قال: لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ- ٥٨- يقول إلى الصنم الأكبر يرجعون من عيدهم، فلما رجعوا من عيدهم دخلوا على الأصنام فإذا هي «٦» مجذوذة قالُوا يعني نمروذ بن كنعان وحده، هو الذي قال:
مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ- ٥٩- لنا حين انتهك هذا منا قال الرجل الذي كان يسمع قول إبراهيم- عليه السلام- حين قال:
«وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ... «٧» قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ بسوء، فذلك قوله
(٢) يوما واحدا: من ز، فى أ: يوم واحد.
(٣) يسجدون: من ز، ل» فى أ: يسجدوا.
(٤) ما بين الأقواس «... » : من أ، وليس فى ز. [.....]
(٥) سورة هود: ١٠٨.
(٦) فى أ: هن، ز: هي.
(٧) سورة الأنبياء: ٥٧.