فقالوا: بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ- ٩٧- أخبرنا بهذا اليوم فكذبنا به إِنَّكُمْ يعني كفار مكة وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ يعني رميا في جهنم ترمون فيها أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ- ٩٨- يعني داخلون لَوْ كانَ هؤُلاءِ الأوثان آلِهَةً ما وَرَدُوها يعني ما دخلوها يعني جهنم لامتنعت من دخولها وَكُلٌّ يعني الأوثان ومن يعبدها فِيها يعني في جهنم خالِدُونَ- ٩٩- نزلت في بني سهم منهم العاص بن وائل والحارث وعدي ابني قيس وعبد الله بن الزبعري بن قيس، وذلك
أن النبي- صلى الله عليه وسلم- دخل المسجد الحرام ونفر من بني سهم جلوس فى الحطيم، وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما، فأشار بيده إليهم فقال: «إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ» يعني الأصنام «حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ... » إلى آيتين» «١» ثم خرج فدخل ابن الزبعري، وهم يخوضون فيما ذكر النبي- صلى الله عليه وسلم- لهم ولآلهتهم، فقال: ما هذا الذي تخوضون؟ فذكروا له قول النبي- صلى الله عليه وسلم-. فقال ابن الزبعري: والله، لئن قالها بين يدي لأخصمنه. فدخل النبي- صلى الله عليه وسلم- من ساعته، فقال ابن الزبعري: أهي لنا ولآلهتنا خاصة أم لنا ولآلهتنا ولجميع الأمم ولآلهتهم؟ فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: لكم ولآلهتكم ولجميع الأمم ولآلهتهم. قال: خصمتك» «٢» ورب الكعبة، ألست تزعم أن عيسى نبي وتثني عليه وعلى أمه خيرا، وقد علمت أن النصارى يعبدونها، وعزير يعبد والملائكة تعبد، فإن كان هؤلاء معنا قد رضينا أنهم

(١) سورة الأنبياء: ٩٨- ٩٩.
(٢) فى ل: خصمتك، أأخصمتك.


الصفحة التالية
Icon