مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ أبدا إذا دعاه يقول لا تجيبهم الآلهة يعني الأصنام بشيء أبدا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ثم قال: وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ- ٥- يعني الآلهة غافلون عن من يعبدها، فأخبر الله عنها فى الدنيا، ثم أخبر في الآخرة فقال: وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ في الآخرة يقول إذا جمع الناس في الآخرة كانُوا لَهُمْ أَعْداءً يقول كانت الآلهة أعداء لمن يعبدها وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ- ٦- يقول تبرأت الآلهة من عبادتهم إياها، فذلك قوله:
فَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً... إلى قوله:... لَغافِلِينَ فى يونس «١»، قوله: وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا يعني القرآن بَيِّناتٍ يقول بيان الحلال والحرام قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا من أهل مكة لِلْحَقِّ لَمَّا «جاءَهُمْ» «٢» هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ- ٧- يقول القرآن حين جاءهم قالوا هذا سحر مبين أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ وذلك أن كفار مكة قالوا للنبي- صلى الله عليه وسلم- ما هذا القرآن إلا شيء ابتدعته من تلقاء نفسك؟ أيعجز الله أن يبعث نبيا غيرك؟ - وأنت أحقرنا وأصغرنا وأضعفنا ركنا [١٥٢ أ] وأقلنا حلية- أو يرسل ملكا، إن هذا الذي جثت به لأمر عظيم فقال الله- عز وجل- لنبيه- صلى الله عليه وسلم- قُلْ لهم: يا محمد، إِنِ افْتَرَيْتُهُ من تلقاء نفسي فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً «يقول لا تقدرون أن تردوني» «٣» من عذابه هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ يقول الله أعلم بما تقولون في القرآن كَفى بِهِ شَهِيداً يقول فلا شاهد أفضل من

(١) سورة يونس: ٢٩ وتمامها: فَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ.
(٢) وردت فى الأصل: «جاء».
(٣) أ، ف: «لا تقدرون تردوننى».


الصفحة التالية
Icon