السحابة إذا جاءت من قبل ذلك الوادي مطروا، قال هود: ليس هذا العارض ممطركم بَلْ هُوَ «ولكنه» «١» مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ لكم فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ- ٢٤- يعنى وجيع وكان استعجالهم حين قالوا: يا هود،... فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ «٢» وكانوا أهل عمود سيارة في الربيع فإذا هاج العود رجعوا إلى منازلهم وكانوا من قبيلة «آدم» «٣» بن شيم بن سام بن نوح وكانوا «أصهاره «٤» » وكان طول أحدهم اثنى عشر ذراعا وكان فيهم الملك فلما كذبوا هودا حبس الله عنهم المطر ثلاث سنين فلما دنا هلاكهم أوحى الله إلى الخزان، خزان الريح أن أرسلوا عليهم من الريح مثل منخر الثور، فقالت الخزان: يا رب، إذا تنسف الريح الأرض ومن عليها. قال [١٥٤ ا] : أرسلوا عليهم مثل خرق الخاتم، يعني على قدر حلقة الخاتم، ففعلوا فجاءت ريح باردة شديدة تسمى الدبور من وراء دكاوك الرمل «وكان المطر يأتيهم» «٥» من تلك الناحية فيما مضى فمن ثم: «قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا» فعمد هو فحط على نفسه، وعلى المؤمنين خطا إلى أصل شجرة ينبع من ساقها عين فلم يدخل عليهم «من» «٦» الريح إلا النسيم الطيب «وجعلت الريح شدتها تجئ بالطعن بين السماء والأرض «٧» » فلما رأوا أنها ريح قالوا: يا هود
(٢) سورة الأعراف: ٧٠، وقد وردت فى الأصل «ائْتِنا بِما تَعِدُنا... ». [.....]
(٣) فى أ: «آرم»، وف: «آدم».
(٤) فى أ: «يمهره»، وفى ف: «صهره»، والأنسب «أصهاره».
(٥) فى أ: «وكان يأتيهم المطر».
(٦) «من» : زيادة اقتضاها السياق.
(٧) من ف، وفى أ: «وجعلت الريح تجيء من شدتها بالطعن بين السماء والأرض».