في يس «١»، ثُمّ قَالَ لنبيه- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: بَلى ببعثهم إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ من البعث وغيره قَدِيرٌ- ٣٣- فلما كفر أهل مكة بالعذاب أخبرهم الله بمنزلتهم فى الآخرة فقال: وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ يعني إذا كشف الغطاء عنها لهم فنظروا إليها، فقال الله لهم: أَلَيْسَ هَذَا العذاب الذي ترون بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا أنه الحق قالَ الله- تعالى-: فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ- ٣٤- بالعذاب بأنه غير كائن قوله: فَاصْبِرْ يا محمد على الأذى والتكذيب يعزي نبيه- صلى الله عليه وسلم- ليصبر كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ يعني أولو الصبر مِنَ الرُّسُلِ يعني إبراهيم، وأيوب، وإسحاق، ويعقوب، ونوح- عليهم السلام- نزلت هذه الآية يوم أحد «٢» فأمره أن يصبر على ما أصابه ولا يدعو على قومه مثل قوله: وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً «٣» - «ثم ذكر «٤» له» صبر الأنبياء «وأولي» «٥» العزم من قبله من الرسل على البلاء منهم إبراهيم- خليل الرحمن عليه السلام- حين ألقي فى النار، ونوح- عليه السلام-

(١) يشير إلى الآية ٨١ من سورة يس وهي: «أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ».
(٢) المراد به غزوة أحد، وقد امتحن فيها المسلمون وأصيبوا بالقتل والبلاء نظير مخالفتهم أمر الرسول وشمت أبو سفيان فنادى: يا محمد يوم بيوم بدر، فأمر النبي عمران يرد عليه قائلا:
لا سواء قتلانا فى الجنة وقتلاكم فى النار.
(٣) سورة طه: ١١٥.
(٤) فى أ: «ثم ذكر»، وفى ف: «ثم ذكر له».
(٥) فى أ: «أولوا»، وفى ف: «وأولوا». والأنسب: «وأولى».


الصفحة التالية
Icon