يعني عبادة الشيطان، ثم قال: وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا يعني صدقوا بتوحيد الله اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ يعني به القرآن كَذلِكَ يقول هكذا يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثالَهُمْ- ٣- حين أضل أعمال الكفار، وكفر سيئات المؤمنين، ثم علم المؤمنين كيف يصنعون بالكفار؟ فقال: فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا من مشركي العرب بتوحيد الله- تعالى- فَضَرْبَ الرِّقابِ يعنى الأعناق حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ يعنى قهر تموهم بالسيف وظهرتم عليهم فَشُدُّوا الْوَثاقَ يعني الأسر فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ يعني عتقا بعد الأسر فيمن عليهم وَإِمَّا فِداءً يقول فيفتدي نفسه بماله ليقوى به المسلمون على المشركين، ثم نسختها آية السيف في براءة، وهي قوله:... فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ... «١» يعني مشركي العرب خاصة حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها يعني ترك الشرك، حتى لا يكون في العرب «مشرك» «٢» وأمر ألا يقبل منهم إلا الإسلام «٣»، ثم استأنف فقال: ذلِكَ يقول هذا أمر الله في المن والفداء.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حدثني الْهُذَيْلِ، قال: قال مُقَاتِلُ:
إذا أسلمت العرب وضعت الحرب أوزارها، وقال فى سورة الصف... فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ «٤» [١٥٧ أ] بمحمد- صلى الله عليه وسلم- حين أسلمت العرب، فقال: وَلَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ يقول لانتقم منهم وَلكِنْ لِيَبْلُوَا يعنى يبتلى بقتال الكفار بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ «٥»
(٢) فى أ: «شرك»، وفى ف: «مشرك». [.....]
(٣) فى أ: زيادة: «ويوحد العرب فى ذلك»، يعنى القتال. وكذلك فى ف.
(٤) سورة الصف: ١٤.
(٥) «بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ» : ساقطة من أ، ف.