تَأْكُلُ الْأَنْعامُ
: يقول: ليس «لهم» «١» هم إلا الأكل والشرب في الدنيا «٢»، ثم قال: وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ- ١٢- يقول هي مأواهم، ثم خوفهم ليحذروا فقال وَكَأَيِّنْ يقول وكم مِنْ قَرْيَةٍ قد مضت فيما خلا كانت هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً يعني أشد بطشا وأكثر عددا مِنْ قَرْيَتِكَ يعني مكة الَّتِي أَخْرَجَتْكَ يعني أهل مكة حين أخرجوا النبي- صلى الله عليه وسلم- ثم رجع إلى الأمم الخالية في التقديم فقال: أَهْلَكْناهُمْ بالعذاب حين كذبوا رسلهم فَلا ناصِرَ لَهُمْ- ١٣- يقول فلم يكن لهم مانع يمنعهم من العذاب [١٥٧ ب] الذي نزل بهم، قوله: أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ
يعني على بيان من ربه وهو النبي- صلى الله عليه وسلم- كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ الكفر وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ- ١٤- نزلت في نفر من قريش، في أبي جهل بن هشام، وأبى حذيفة ابن المغيرة المخزوميين، فليسا بسواء، لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- مصيره إلى الجنة، وأبو حذيفة وأبو جهل مخلدان فى النار، ثم قال: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ الشرك يقول شبه الجنة في الفضل والخير كشبه النار في الشدة وألوان العذاب، ثم ذكر ما أعد لأهل الجنة من الشراب، وما أعد لأهل النار من الشراب فقال: فِيها يعني في الجنة أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ يقول لا يتغير كما يتغير ماء أهل الدنيا فينتن وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ كما يتغير لبن أهل الدنيا عن حاله الأولى فيمخض وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ لا يصدون عنها ولا يسكرون كخمر الدنيا تجري لذة للشاربين وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ليس فيه عكر ولا كدر كعسل أهل الدنيا فهذه الأنهار الأربعة تفجر من
(٢) كذا فى أ، ف.