النبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالمدينة، فقالوا للنبي- صلى الله عليه وسلم-:
أتيناك بأهلينا طائعين عفوا بغير قتال وتركنا الأموال والعشائر «١»، وكل قبيلة [١٥٩ ا] في العرب قاتلوك حتى أسلموا كرها فلنا عليك حق، فاعرف ذلك لنا فأنزل تعالى في الحجرات... يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا... إلى آيتين «٢». وأنزل الله- تعالى- يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ... وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ- ٣٣- بالمن ولكن أخلصوها لله- تعالى- إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بتوحيد الله وَصَدُّوا الناس عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ يعني عن دين الإسلام ثُمَّ ماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ- ٣٤- وذلك
أن المسلم كان يقتل ذا رحمه على الإسلام فقالوا: يا رسول الله، أين آباؤنا وإخواننا الذين قاتلوا فقتلوا؟ فَقَالَ النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هُمْ في النار. فقال رجل من القوم: أين والده وهو عدي بن حاتم؟ فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- في النار. فولى الرجل وله بكاء فدعاه النَّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ مالك؟
فقال: يا نبي الله أجدني أرحمه وأرثى له، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-:
فإن والدي ووالد إبراهيم ووالدك في النار فليكن لك أسوة فيّ وفي إبراهيم خليله فذهب بعض وجده. فقال: يا نبي الله، وأين المحاسن التي كان يعملها؟ قال:

(١) فى أ: «والعشاير».
(٢) هما الآية ١٧، ١٨ من سورة الحجرات ونصهما: «يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ».


الصفحة التالية
Icon