ثم نزلت بعد إِنْ يَسْئَلْكُمُوها يعني الأموال فنسخت هذه الآية وَلا يَسْأَلْكُمْ أموالكم «١»، ثم قال: فَيُحْفِكُمْ ذلك يعني كثرة المسألة تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ- ٣٧- يعني ما في قلوبكم من الحب للمال والغش والغل ولكنه فرض عليكم يَسِيراً «٢»، ثم قال: ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ معشر المؤمنين تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا أموالكم فِي سَبِيلِ اللَّهِ يعني في طاعة الله فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ بالنفقة في سبيل الله وَمَنْ يَبْخَلْ بالنفقة فَإِنَّما يَبْخَلُ بالخير والفضل عَنْ نَفْسِهِ في الآخرة لأنه لو أنفق في حق الله أعطاه الله الجنة في الآخرة وَاللَّهُ الْغَنِيُّ عما عندكم [١٥٩ ب] من الأموال وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ إلى ما عنده من الخير والرحمة والبركة وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يقول تعرضوا عما افترضت عليكم من حقي يَسْتَبْدِلْ بكم قَوْماً غَيْرَكُمْ يعني أمثل منكم وأطوع لله منكم ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ- ٣٨- في المعاصي بل يكونوا خيرا منكم وأطوع.
قوله: «إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ» حتى يوحد «يَنْصُرْكُمْ» على عدوكم «وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ» فلا تزول «عند» «٣» اللقاء «عن التوحيد» «٤».
قَالَ، وَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: نصرت بالرعب «مسيرة» «٥» شهر فما ترك التوحيد قوم إلا سقطوا من عين الله وسلط الله عليهم السبي،
... وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ... «٦» يعنى الأنصار.
(٢) فى أ: «يسير»، وفى ف: «يسيرا».
(٣) فى أ: «عن»، وفى ف: «عند».
(٤) فى أ، ف: «بالتوحيد» والأنسب «عن التوحيد».
(٥) فى أ، ف: «على مسيرة»، ولفظ البخاري «مسيرة».
(٦) سورة محمد: ٣٨.