دعاهم أبو بكر- رضي الله عنه- إلى قتال أهل اليمامة يعني هؤلاء الأحياء الخمسة جهينة ومزينة وأشجع وغفار وأسلم تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا أبا بكر إذا دعاكم إلى قتالهم يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً في الآخرة يعني جزاء كريما في الجنة وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يعني تعرضوا عن قتال أهل اليمامة كَما تَوَلَّيْتُمْ يعني كما أعرضتم مِنْ قَبْلُ عن قتال الكفار يوم الحديبية يُعَذِّبْكُمْ الله في الآخرة عَذاباً أَلِيماً- ١٦- يعني وجيعا.
حدثنا [١٦٢ أ] عبد اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ الْهُذَيْلِ، قَالَ: قال مُقَاتِلُ: خلافة أبي بكر- رضي الله عنه- فى هذه الآية مؤكدة، ثم عذر أهل الزمانة فقال: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ في تخلفهم عن الحديبية، يقول من تخلف عن الحديبية من هؤلاء المعذورين فمن شاء منهم أن يسير معكم فليسر وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ في الغزو يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يعني يعرض عن طاعتهما في التخلف من غير عذر يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً- ١٧- يعني وجيعا لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بالحديبية يقول رضي ببيعتهم إياك فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ من الكراهية للبيعة على أن يقاتلوا ولا يفروا في أمر البيعة «فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ» «١» وَأَثابَهُمْ يعني وأعطاهم فَتْحاً قَرِيباً- ١٨- يعني مغانم خيبر وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً يعني منيعا حَكِيماً- ١٩- في أمره فحكم على أهل خيبر القتل والسبي، ثم قال: وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها مع النبي- صلى

(١) «فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ» : ساقطة من أ.


الصفحة التالية
Icon