المنادي «١» فقال: أما والله إن حمدي لك زين وإن ذمي لك شين. فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: ويلكم ذلكم الله- تعالى- فلم يصبروا حتى يخرج إليهم- صلى الله عليه وسلم-
فذلك قوله وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ يعني بالخير لو أنهم صبروا «حتى تخرج إليهم لأطلقتهم من غير فداء» «٢». ثم قال: وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ- ٥- لقولهم يا محمد ألا تخرج إلينا قوله:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ وذلك
أن النبي- صلى الله عليه وسلم- بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي إلى بني المصطلق وهم حي من خزاعة، ليقبض صدقة أموالهم فلما بلغهم ذلك فرحوا واجتمعوا ليتلقوه فبلغ الوليد ذلك فخافهم على نفسه وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية من أجل شيء كانوا أصابوه فرجع إلى النبي- صلى الله عليه وسلم، فقال: طردوني ومنعونى الصدقة وكفوا بعد إسلامهم فلما قال ذلك انتدب المسلمون لقتالهم «٣»، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: إلا حتى أعلم العلم. فلما بلغهم أن الوليد رجع من عندهم بعثوا وفدا من وجوههم فقدموا على النبي- صلى الله عليه وسلم- المدينة، فقالوا: يا رسول الله، إنك أرسلت إلينا من يأخذ صدقاتنا فسررنا بذلك، وأردنا أن نتلقاه فذكر لنا أنه رجع من بعض الطريق فحفنا أنه إنما [١٦٥ ب] رده غضب علينا وإنا تعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله، والله ما رأيناه ولا أتانا ولكن حمله على ذلك شيء كان بيننا وبينه في الجاهلية فهو يطلب يدخل الجاهلية، فصدقهم
(٢) من ف: وفى أ: «لخلا النبي- صلّى الله عليه وسلم- بغير فدى».
(٣) كذا فى أ، ف. والمعنى ندب المسلمون أنفسهم لقتالهم، وحثوا بعضهم على قتالهم. [.....]