حامل القرآن أنا إذًا، فقاتل حتى قُتِلَ ثم قال: عَسى أَنْ يَكُونُوا «١» خَيْراً مِنْهُمْ «عند الله» «٢» وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ «عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ» «٣» نزلت في عائشة «بنت» «٤» أبي بكر- رضي الله عنهما- استهزأت من قصر أم سلمة بنت أبي أمية، ثم قال: وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ يقول لا يطعن بعضكم على بعض فإن ذلك معصية وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ وذلك
أن كعب بن مالك الأنصاري كان يكون على المقسم فكان بينه وبين عبد الله بن الحدرد الأسلمي بعض الكلام، فقال له:
يا أعرابي، فقال له عبد الله: يا يهودي. ثم انطلق عبد الله فأخبر النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال «له» «٥» النبي- صلى الله عليه وسلم- لعلك قلت له: يا يهودي؟
قال: نعم قد قلت له ذلك إذا لقبني أعرابيا وأنا مهاجر، فقال له النبي- صلى الله عليه وسلم-: لا تدخلا علي حتى ينزل الله توبتكما فأوثقا أنفسهما إلى سارية المسجد إلى جنب المنبر، فأنزل الله- تعالى- فيهما «وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ»
يقول لا يعير الرجل أخاه المسلم بالملة التي كان عليها قبل الإسلام ولا يسميه بغير أهل دينه فإنه بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ يعني بئس الاسم هذا، أن يسميه باسم الكفر بعد الإيمان يعنى بعد ما تاب وآمن بالله- تعالى- وَمَنْ لَمْ يَتُبْ من قوله: فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
(٢) «عند الله» : زيادة من الجلالين.
(٣) «عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ» : ساقطة من أ، ف.
(٤) فى أ: «ابنت».
(٥) «له» : من ف، وليست فى أ.