وقال مجاهد: إِذا تَرَاءَى المتحابَّانِ في اللَّه، وتصَافَحَا، تَحَاتَّتْ خطاياهما، فقال له عَبْدَةُ بنُ أبي لُبَابَةَ «١» : إِن هذا لَيَسِيرٌ، فقال له: لا تَقُلْ ذلك، فإِن اللَّه تعالَى يَقُولُ: لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، قال عَبْدَةُ: فعرفْتُ أنه أفْقَهُ مني «٢».
قال ع «٣» : وهذا كلُّه تمثيلٌ حَسَنٌ بالآية، لا أنَّ الآية نزلَتْ في ذلك، وقد رَوَى سهْلُ بن سعد، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قَالَ: «المؤمن مَألَفَةٌ لاَ خَيْرَ فِيمَنْ لاَ يَأْلَفُ وَلاَ يُؤلَفُ» «٤».
قال ع «٥» : والتشابه سَبَبُ الأُلْفَة، فمَنْ كان من أهْل الخَيْر، أَلِفَ أشباهَهُ وأَلِفُوهُ.
ت: وفي «صحيح البخاريِّ» :«الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فما تَعَارَفَ مِنْهَا ائتلف، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اختلف» «٦». انتهى، وروى مالكٌ في «الموطإ»، عن أبي هريرة قال: قَالَ
قال الأوزاعي: لم يقدم علينا أفضل منه.
قال ابن عيينة: جالسته سنة ثلاث وعشرين ومائة.
ينظر: «الخلاصة» (٢/ ١٨٩)، «طبقات خليفة» (١٦٠)، «التاريخ الكبير» (٦/ ١١٤)، و «تهذيب التهذيب» (٦/ ٤٦١).
(٢) أخرجه الطبري (٦/ ٢٨٠) برقم: (١٦٢٧٤)، وذكره ابن عطية (٢/ ٥٤٨)، وابن كثير (٢/ ٣٢٣).
(٣) ينظر: «المحرر الوجيز» (٢/ ٥٤٨).
(٤) أخرجه أحمد (٥/ ٣٣٥)، والطبراني في «الكبير» (٦/ ١٣١) رقم: (٥٧٤٤)، والخطيب (١١/ ٣٧٦) من طريق مصعب بن ثابت، عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي به.
وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٨/ ٩٠) وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه مصعب بن ثابت، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات اه.
وذكره أيضا في (١٠/ ٢٧٦) وقال: وإسناده جيد.
(٥) ينظر: «المحرر الوجيز» (٢/ ٥٤٩).
(٦) أخرجه مسلم (٤/ ٢٠٣١) في البر والصلة، باب: الأرواح جنود مجنّدة، (١٥٩/ ٢٦٣٨)، وأحمد (٢/ ٢٩٥، ٥٢٧)، والخطيب في «التاريخ» (٣/ ٣٢٩) (٤/ ٣٥٢) من طريق سهل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة به. وكذا أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (٩٠٨).
وأخرجه أبو داود (٢/ ٦٧٥) في «الأدب» باب: من يؤمر أن يجالس (٤٨٣٤)، وأحمد (٢/ ٥٣٩) من طريق جعفر بن يرقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة به.
وأخرجه البغوي في «شرح السنة» (٦/ ٤٦٠) برقم: (٣٣٦٥) بتحقيقنا من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
ويشهد له حديث عائشة، رواه البخاري في «الأدب المفرد» (٩٠٦- ٩٠٧)، وأبو يعلى (٤٣٨١)،