الله صلّى الله عليه وسلّم القميص «١». انتهى.
وجاء في المُسْبِلِ وَعيدٌ شديد وعنه صلّى الله عليه وسلّم أنه قال لرجل أَسْبَلَ إزاره: «إن هذا كان يصلي وهو مُسْبِلٌ إزَارَهُ وإِن اللَّه لا يَقْبَلُ صَلاَةَ رَجُلٍ مسبل إزاره» رواه أبو داود «٢». انتهى.
وقوله سبحانه: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا إباحة لما التزموه من تَحْرِيمِ اللحم، والودك «٣» في أيام المواسم. قاله ابن زَيْدٍ وغيره، ويدخل في ذلك «٤» البَحِيرَةُ والسائبة، ونحو ذلك نصّ على ذلك قَتَادَةُ.
وقوله سبحانه: وَلا تُسْرِفُوا معناه: لا تفرطوا. قال أهل التأويل: يريد تُسْرِفُوا بأن تحرموا ما لم يحرّم الله عز وجل واللفظةَ تَقْتَضِي النهي عن السَّرَفِ مُطْلَقاً، ومن تَلَبَّسَ بفعلٍ مباح، فإن مشى فيه على القَصْدِ، وأوسط الأمور، فحسن، وإن أفْرَطَ جعل أيضا من المسرفين.

(١) أخرجه أبو داود (٢/ ٤٤٠) كتاب «اللباس»، باب: ما جاء في القميص، حديث (٤٠٢٥، ٤٠٢٦)، والترمذي (٤/ ٢٣٧- ٢٣٨) كتاب «اللباس»، باب: ما جاء في القميص، حديث (١٧٦٢)، وفي «الشمائل» رقم: (٥٥)، وابن ماجه (٢/ ١١٨٣) كتاب «اللباس»، باب: لبس القميص، حديث (٣٥٧٥)، وأحمد (٦/ ٣١٧)، وعبد بن حميد في «المنتخب من المسند» برقم: (١٥٤٠)، وأبو يعلى (١٢/ ٤٤٥) رقم (٧٠١٤)، وأبو الشيخ في «أخلاق النبي» ص: (١٠٠)، والطبراني في «الكبير» (٢٣/ ٤٢١) برقم: (١٠١٨)، والحاكم (٤/ ١٩٢)، والبيهقي (٢/ ٢٣٩)، والبغوي في «شرح السنة» (٦/ ١٤٦- بتحقيقنا). كلهم من طريق عبد المؤمن بن خالد عن عبد الله بن بريدة، عن أم سلمة به.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، إنما نعرفه من حديث عبد المؤمن بن خالد، تفرد به وهو مروزي، وروى بعضهم هذا الحديث عن أبي تميلة عن عبد المؤمن بن خالد، عن عبد الله بن بريدة، عن أمه، عن أم سلمة.
(٢) أخرجه أبو داود (١/ ٢٢٨) كتاب «الصلاة»، باب: الإسبال في الصلاة، حديث (٦٣٨)، وفي (٢/ ٤٥٥) كتاب «اللباس»، باب: ما جاء في إسبال الإزار، حديث (٤٠٨٦)، والبيهقي (٢/ ٢٤١) كتاب «الصلاة»، من حديث أبي هريرة، وهذا الحديث لم يخرجه سوى أبي داود من أصحاب الكتب الستة.
(٣) الودك: دسم اللحم، ودهنه الذي يستخرج منه.
ينظر: «النهاية» (٥/ ١٦٩).
(٤) البحيرة: أنهم كانوا إذا ولدت إبلهم سقيا (يعني ولد الناقة) بحروا أذنه: أي شقوها، وقالوا: اللهم إن عاش ففتيّ وإن مات فذكي، فإذا مات أكلوه وسموه البحيرة، وقيل: البحيرة: هي بنت السائبة، كانوا إذا تابعت الناقة بين عشر إناث لم يركب ظهرها ولم يجز وبرها، ولم يشرب لبنها إلا ولدها أو ضيف، وتركوها مسيّبة لسبيلها وسموها السائبة، فما ولدت بعد ذلك من أنثى شقوا أذنها، وخلوا سبيلها، وحرم منها ما حرم من أمها، وسموها البحيرة.
ينظر: «النهاية» (١/ ١٠٠). [.....]


الصفحة التالية
Icon