وكَان أَبو الدرداء يقولُ إذَا ذكر هذا الحدِيثَ: لأُهَلِّلنّ، ولأُكَبِّرنَّ اللهَ، ولأُسَبِّحَنَّهُ حَتَّى إذَا رَآنِي الجَاهِلُ ظنِّنِي مَجْنُوناً «١».
ت: ولو ذكرنا ما ورد مِنْ صَحِيح الأَحادِيث في هذا الباب، لخرجنا بالإطالة عن مقصود الكتاب.
[سورة مريم (١٩) : الآيات ٧٧ الى ٧٩]
أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً (٧٧) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٧٨) كَلاَّ سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا (٧٩)
وقوله/ سبحانه: أَفَرَأَيْتَ «٢» الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا هو العاصي بن وائل السهميّ قاله ٦ ب جمهورُ المفسرين، وكان خبره أَنْ خَبَّابَ بْنَ الأَرَتّ كان قَيْناً في الجاهلية، فعمل له عملاً، واجتمع له عنده دَيْن فجاءه يَتَقاضَاهُ، فقال له العاصِي: لا أقضيك حتَّى تكفُرَ بمحمدٍ، فقال خَبَّابٌ: لا أكفرُ بمحمّدٍ حتى يُميتَكَ اللهُ، ثم يبعثك فقال العاصي: أَوَ مبعُوثٌ أنا بعد الموت؟! فقال: نعم، فقال: فإنه إذَا كان ذلك، فسيكُونُ لِي مَالٌ، ووَلَدٌ، وعند ذلك أَقضيكَ دَيْنَكَ فنزلت الآيةُ في ذلك.
وقال «٣» الحسنُ: نزلتْ في الْوَلِيدِ بنِ المُغِيرة.
قال: ع «٤» : وقد كانت لِلْوَلِيدِ أَيْضاً، أَقْوَالٌ تشبه هذا الغرض.
ت: إلاَّ أَنَّ المسند الصحيح في «البخاري» هو الأَول.

- ١٨)، وابن عدي في «الكامل» (٦/ ٢٠٨٥) كلهم من طريق محمد بن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة به.
وقال الحاكم: «صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرِّجاه»، ووافقه الذهبي.
وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١٠/ ٩٢) وقال: رواه الطبراني في «الصغير» و «الأوسط»، ورجاله ثقات.
وقد طعن أبو حاتم كما في «العلل» (٢/ ١٠٠) رقم (١٧٩٣) في هذا الحديث.
وله طريق آخر عند الخطيب: فأخرجه في «تاريخه» (٩/ ٣٣٦) من طريق صلة من سليمان العطار عن أشعث عن ابن سيرين عن أبي هريرة به.
ونقل الخطيب عن أبي حاتم قوله في صلة: متروك الحديث، أحاديثه عن أشعث منكرة.
(١) أخرجه الطبريّ (٨/ ٣٧٤) رقم (٢٣٨٩٨)، وذكره ابن عطية (٤/ ٣٠)، وابن كثير (٣/ ١٣٥).
(٢) في ج: يعني أفرأيت. [.....]
(٣) ذكره ابن عطية (٤/ ٣٠).
(٤) ينظر: «المحرر الوجيز» (٤/ ٣٠).


الصفحة التالية
Icon