هو الرسول عليه السلام، فقد أتى بنور القرآن هدايةً للبشر، لكن المنافقين غطَّوْا أعينهم وأغلقوا قلوبهم في وجه دعوته وهدايته، وهو ما عبًر عنه القرآن بأن الله قد ذهب عندئذ بنورهم، أي بمقدرتهم على الرؤية والاستجابة لداعي الخير.
وتركيب هذه الآية بما فيه من ألفاظ محذوفة يشبه قوله - عز وجل - في الآية ١٧١ من نفس السورة: ﴿وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً﴾، أي "مثل الذين كفروا (مع رسول الله) كمثل (الراعي) الذي ينعق بما لا يسمع (من البهائم) إلا دعاء ونداء"، إذ إن ما يقول الراعي حينما ينعق بها لا يعدو، بالنسبة إليها، أن يكون مجرد أصوات يدعوها بها لا أكثر، أما معناه على وجه التعيين فشيء يفوت إدراكها تمام الفوت. ومثله كذلك قوله تعالى في الآية ٢٦١ من ذات السورة: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ﴾. ذلك أن المنفقين لا يشبهون الحبَّة، بل الذي يشبهها هو ما ينفقونه من مال. وتقدير الكلام هو: "مثل الذين