"والمقيمون الصلاة" (ص ١٠٨). ترى ماذا هو قائل إذا ذكرنا له أن كلمة "الكريم" في قولنا مثلاً: "ذهبتُ مع محمدٍ الكريم" يجوز فيها، إلى جانب الخفض، الرفعُ على تقدير "ذهبت مع محمدٍ، الذي هو الكريم"، وكذلك النصب على تقدير "ذهبت مع محمدٍ، أعني الكريمَ لا غيره"، أو إذا قلنا له إن كلمة "خَرِب" في العبارة المشهورة: "هذا جُحْر ضَبَّ خَرِب" يحوز رفعها نعتاً لـ "حُجْر"، وهو الأصل، كما يجوز خفضها لمجاورتها كلمة "ضَبّ" المجرورة، أو إذا قلنا له إنه يجوز في الجملة التالية: "ولم يكن لهم من رأس مال غير جِدّهم واعتمادهم على أنفسهم" رفع كلمة "غير" ونصبها وجرّها؟ صحيح أننا الآن نميل إلى إجراء إعراب واحد في كثير من هذه الحالات، لكن الأسلوب القديم الأصيل يتمتع بمرونة تفتقدها أساليبنا الحديثة التي تُراعَى فيها القواعد العامة عادة. أياً ما يكن الأمر فلا ينبغي للجهلة أن يستطيلوا بجهلهم على القرآن الكريم.
* * *
١٠- أما ما أقدم عليه هذا الطائش من تخطئة قوله تعالى في الآية العاشرة من سورة "هود": ﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي﴾ فهو فضيحة الدهر، إذ معناه إنه