قصرت، لا يمكن أن تكون أياماً قليلة إلى هذا الحدّ، أما في القول التالي المنسوب لأيوب فإنه يصف سنوات حياته بأنها "معدودة"، وسنوات حياة الشخص أقل في العدد من أيامها بكل يقين، وبخاصة أن أيوب قالها وهو مريض، أي بعد أن قطع شوطاً طويلاً من عمره. قال: "فإن سنواتي المعدودة تنقضي فأركب طريقاً لا أعود منه".
فما رأي صُوَيَحْبِنا الأحمق في هذين الاستعمالين اللذين يجريان بعكس ما يدّعى في صيغََتْي "معدودة" و"معدودات"؟
* * *
١٢- وهنا نصل إلى الاعتراض الثاني عشر الذي يقول فيه الببغاء إن عبارة "أياماً معدودات" في قوله تعالى في الآيتين ١٨٣ - ١٨٤ من سورة "البقرة": ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٨٣) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ... ﴾ كان ينبغي أن نُغَيْر إلى "أياماً معدودة" على أساس أن رمضان ثلاثون يوماً، والثلاثون ليست بالعدد القليل. وقد سبق في الرد السابق أن فنّدنا هذا السخف ونسفناه نسفاً، وقلنا إن "أياماً معدودات" هنا لا تعني القلة أو الكثرة بل تعني أنها أيام محدّدة هي


الصفحة التالية
Icon