فخرك". ومثله قول يواب لأبشاي أخيه: "إنْ قَوِىَ عليَّ الأراميون تكون أنت نجدة". ومثله: "صُنًاع التماثيل كلهم باطل"، وكان يجب، طبقاً لتنطع صُوَيَحْبِنا، أن يقال: "صُنَّاع التماثيل كلهم مبطلون". ومثله: "وتخلقون اسمكم لعنة لمختارِىَّ"، حيث استُخْدِمت "اللعنة" وصفاً رغم أنها مصدر مثل "البرّ". ومثله: "فيكونون سُبّةً ودهشةً ولعنةً وعاراً". ومثله: "سُبُلُه (أي سبل الله) عَدْل". وبعد فأرجو أن يكون ذلك الأحمق قد تعلم الدرس، وإن كنتُ أرتاب في هذا.
ونحن الآن كثيراً ما نقول مثلاً: "فلان هو الوفاء مجسَّماً" و"فلانة هي الفتنة تمشي على قدمين" أو"هي الظَّرف كلّه"، وهو قريب مما جاء في الآية الكريمة. وهناك توجيهات أخرى للآية لا داعي لسَوْقها، ففيما قلناه غُنْية. وقد تكرر هذا الاستعمال في السورة ذاتها بعد اثنتي عشرة آية، وذلك في قوله تعالى: ﴿وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى﴾. ومن غير المعقول