الكتاب المقدس عند الضالّ التعيس: جاء في سفر "نبوءة أَشَعْيَا" (٦/٩ - ١٠) عن رب العزة: "قال: انطِلقْ وقل لهذا الشعب (أي بني إسرائيل) : اسمعوا سماعاً ولا تفهموا، وانظروا نظراً ولا تعرفوا. غلًظْ قلب هذا الشعب وثَقًلْ أذنيه وأغمضْ عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه ويفهم بقلبه فيرجع فيُشْفَى". ويرى شراح الكتاب المقدس أن في الكلام هنا مجازاً حيث تكرر استخدام صيغة الأمر في الكلام على حين أن المقصود هو المضارع الدال على المستقبل، بمعنى أن بني إسرائيل سيسمعون ولكن لن يفهموا، وسينظرون ولكن لن يَرَوْا. وقد حوّل يوحنا في إنجيله (١٢/ ٣٩ - ٤٠) الزمن في هذه الأفعال إلى الماضي وجعل الفاعل هو الله تعالى: "لأن أشيعاً قال أيضاً: أعمى (أي الله) عيونَهم وقسَّي قلوبَهم لئلا يبصروا بعيونهم ولا يفهموا بقلوبهم". ومثل ذلك ما جاء في مفتتح الفصل الثاني عشر من سفر "الأحبار": "أية امرأة حبَلَتْ فولدت ذكراً فلْتكُنْ نجسة سبعة أيام... فإن ولدت أنثى فلتكن نجسة أسبوعين"، حيث استُخْدِمت "لام الأمر" مع المضارع بدلاً من استخدام المضارع المجرد من اللام رغم أن الكلام هنا خبر لا طلب.
* * *