حيث انتهت جملة "لَمَّا" مع نهاية البيت دون أن يظهر لها جواب. وبهذا الحذف يريد امرؤ القيس إثارة خيال السامع لينطلق فيتصور على هواه كل ما يمكن أن يكون قد وقع بينه وبين حبيبته.
وفي الكتاب المقدس عن العبد الفاضي نقرأ مثلاً: "وندم بنو إسرائيل على بنيامين أخواتهم"، و"بنيامين" (المبدل منه) فَرْد، والبدل "أخواتهم" جَمْع، فهل نملأ الدنيا صراخاً بأن هذا خطأ كما فعل جاهلنا؟ إننا نقول إن ههنا حذفاً، وتقدير الكلام: "وندم بنو إسرائيل على بني بنيامين". ومن الحذف أيضاً في لذلك الكتاب: "إني مررت بحقل الكسلان ويكَرْم الإنسان الفاقد اللُّبّ، فإذا الشوك قد علاه، والعضاه غطَّى وجهه، وجدار حجارته قد أنهدم. فنظرت فوعيتُ في قلبي، ورأيت فاستفدت تأديباً. قليل من الوسن. قليل من الرقاد. طيّ اليدين قليلاً للرقاد"، فهذه ثلاث جمل غير كاملة. أفنقول إنها خطأ؟ أبداً. وتقدير العبارة هو: "يكفي جداً قليل من الوسن" أو "قليل من الوسن كافٍ جداً"... وهكذا. وفي ذلك الكتاب أيضاً نقرأ العبارة التالية: "ألم يعلم جميع فاعلي الإثم


الصفحة التالية
Icon